٢٧٨٢ - وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا - أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ أُجْرَةِ كِتَابَةِ الْمُصْحَفِ فَقَالَ: لَا بَأْسَ، إِنَّمَا هُمْ مُصَوِّرُونَ، وَإِنَّهُمْ إِنَّمَا يَأْكُلُونَ مِنْ عَمَلِ أَيْدِيهِمْ. رَوَاهُ رَزِينٌ.
ــ
٢٧٨٢ - (وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ أُجْرَةِ كِتَابَةِ الْمُصْحَفِ) أَيْ عَنْ أَخْذِهَا مَعَ كَوْنِ الْقُرْآنُ صِفَةَ اللَّهِ الْقَدِيمِ (فَقَالَ: لَا بَأْسَ) لِأَنَّ الْقُرْآنَ كَمَا يُطْلَقُ عَلَى تِلْكَ الصِّفَةِ يُطْلَقُ عَلَى مَا بَيْنَ الدَّفَّتَيْنِ مِنَ النُّقُوشِ ; فَهُمْ إِنَّمَا يَأْخُذُونَ الْأُجْرَةَ فِي مُقَابَلَةِ تِلْكَ النُّقُوشِ الدَّالَّةِ عَلَى تِلْكَ الصِّفَةِ، وَلِذَا قَالَ (إِنَّمَا مُصَوِّرُونَ) أَيْ يَنْقُشُونَ صُوَرَ الْحُرُوفِ (وَإِنَّهُمْ إِنَّمَا يَأْكُلُونَ مِنْ عَمَلِ أَيْدِيهِمْ) : قَالَ الطِّيبِيُّ - رَحِمَهُ اللَّهُ -: الصُّورَةُ الْهَيْئَةُ وَالنَّقْشُ، وَالْمُرَادُ هَا هُنَا النَّقْشُ، وَفِي (إِنَّمَا) إِشْعَارٌ بِالْمَجْمُوعِ لِأَنَّهُ أَثْبَتَ النَّقْشَ وَنَفَى الْمَنْقُوشَ، وَالْقُرْآنُ لَمَّا كَانَ عِبَارَةً عَنِ الْمَجْمُوعِ مِنَ الْقِرَاءَةِ وَالْمَقْرُوءِ أَوِ الْكِتَابَةِ وَالْمَكْتُوبِ، فَالْمَكْتُوبُ وَالْمَقْرُوءُ هُوَ الْقَدِيمُ، وَالْكِتَابَةُ وَالْقِرَاءَةُ لَيْسَتَا مِنَ الْقَدِيمِ لِأَنَّهُمَا مِنْ أَفْعَالِ الْقَارِئِ وَالْكَاتِبِ، فَلَمَّا نَظَرَ السَّائِلُ عَلَى تَمَيُّزِ مَعْنَى الْمَقْرُوءِ وَالْمَكْتُوبِ، وَأَنَّهُمَا مِنْ صِفَاتِ الْإِنْسَانِ جَوَّزَهَا (رَوَاهُ رَزِينٌ) .
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute