٢٩٥١ - وَعَنْ حَرَامِ بْنِ سَعْدِ بْنِ مُحَيِّصَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ -: " «أَنَّ نَاقَةً لِلْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ دَخَلَتْ حَائِطًا، فَأَفْسَدَتْ، فَقَضَى رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنَّ عَلَى أَهْلِ الْحَوَائِطِ حِفْظَهَا بِالنَّهَارِ، وَأَنَّ مَا أَفْسَدَتِ الْمَوَاشِي بِاللَّيْلِ ضَامِنٌ عَلَى أَهْلِهَا» ". رَوَاهُ مَالِكٌ، وَأَبُو دَاوُدَ، وَابْنُ مَاجَهْ.
ــ
٢٩٥١ - (وَعَنْ حَرَامِ بْنِ سَعِيدٍ) ضِدُّ حَلَالٍ، وَرَوَى عَنْ أَبِيهِ، وَعَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ كَذَا فِي جَامِعِ الْأُصُولِ وَلَمْ يَذْكُرْهُ الْمُصَنِّفُ (ابْنِ مُحَيِّصَةَ) بِتَشْدِيدِ الْيَاءِ الْمَكْسُورَةِ وَقِيلَ: بِإِسْكَانِهَا (أَنَّ نَاقَةً لِلْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ دَخَلَتْ حَائِطًا) أَيْ: بُسْتَانًا فِي النِّهَايَةِ: " الْحَائِطُ الْبُسْتَانُ إِذَا كَانَ عَلَيْهِ حَائِطٌ وَهُوَ الْجِدَارُ (فَأَفْسَدَتْ) أَيْ: بَعْضَ الْفَسَادِ (فَقَضَى رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -) أَيْ: حَكَمَ (أَنَّ عَلَى أَهْلِ الْحَوَائِطِ) أَيِ: الْبَسَاتِينِ (حِفْظَهَا بِالنَّهَارِ) يَعْنِي وَعَلَى أَهْلِ الْمَوَاشِي حِفْظَهَا بِاللَّيْلِ، وَهَذَا مَعْنَى قَوْلِهِ: (وَأَنَّ مَا أَفْسَدَتِ الْمَوَاشِي بِاللَّيْلِ ضَامِنٌ) أَيْ: مَضْمُونٌ كَالْكَاتِمِ بِمَعْنَى الْمَكْتُومِ أَوْ ذُو ضَمَانٍ (عَلَى أَهْلِهَا) فِي شَرْحِ السُّنَّةِ: " ذَهَبَ أَهْلُ الْعِلْمِ، إِلَى أَنَّ مَا أَفْسَدَتِ الْمَاشِيَةُ بِالنَّهَارِ مِنْ مَالِ الْغَيْرِ فَلَا ضَمَانَ عَلَى أَهْلِهَا، وَمَا أَفْسَدَتْ بِاللَّيْلِ ضَمِنَهُ مَالِكُهَا، لِأَنَّ فِي الْعُرْفِ أَنَّ أَصْحَابَ الْحَوَائِطِ وَالْبَسَاتِينِ يَحْفَظُونَهَا بِالنَّهَارِ، وَأَصْحَابَ الْمَوَاشِي بِاللَّيْلِ، فَمَنْ خَالَفَ هَذِهِ الْعَادَةَ كَانَ خَارِجًا عَنْ رُسُومِ الْحِفْظِ، هَذَا إِذَا لَمْ يَكُنْ مَالِكُ الدَّابَّةِ مَعَهَا فَإِنْ كَانَ مَعَهَا فَعَلَيْهِ ضَمَانُ مَا أَتْلَفَتْهُ، سَوَاءٌ كَانَ رَاكِبَهَا أَوْ سَائِقَهَا أَوْ قَائِدَهَا أَوْ كَانَتْ وَاقِفَةً، سَوَاءٌ أَتْلَفَتْ بِيَدِهَا أَوْ رِجْلِهَا أَوْ فَمِهَا وَإِلَى هَذَا ذَهَبَ مَالِكٌ وَالشَّافِعِيُّ، وَذَهَبَ أَصْحَابُ أَبُو حَنِيفَةَ - رَحِمَهُمُ اللَّهُ تَعَالَى - إِلَى أَنَّ الْمَالِكَ إِنْ لَمْ يَكُنْ مَعَهَا فَلَا ضَمَانَ عَلَيْهِ لَيْلًا كَانَ أَوْ نَهَارًا (رَوَاهُ مَالِكٌ، وَأَبُو دَاوُدَ، وَابْنُ مَاجَهْ) .
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute