وَقَالَ الْخَطَّابِيُّ: هَذَا الْغُلَامُ كَانَ حُرًّا وَكَانَتْ جِنَايَتُهُ خَطَأً، وَكَانَتْ عَاقِلَتُهُ فُقَرَاءَ فَلَمْ يَجْعَلِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَيْئًا عَلَيْهِمْ ; لِأَنَّ الْعَاقِلَةَ إِنَّمَا تُوَاسِي عَنْ وَجْدٍ وَسَعَةٍ، وَلَا شَيْءَ عَلَى الْفَقِيرِ مِنْهُمْ، وَلَا يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ الْمَجْنِيُّ عَلَيْهِ عَبْدًا إِذْ لَوْ كَانَ عَبْدًا لَمْ يَكُنْ لِاعْتِذَارِ أَهْلِهِ بِالْفَقْرِ مَعْنًى ; لَأَنَّ الْعَاقِلَةَ لَا تَحْمِلُ عَبْدًا كَمَا لَا يَحْمِلُ عَبْدٌ، فَإِنَّ الْغُلَامَ الْمَمْلُوكَ إِنْ جَنَى عَلَى عَبْدٍ أَوْ حُرٍّ فَجِنَايَتُهُ فِي رَقَبَتِهِ فِي قَوْلِ عَامَّةِ أَهْلِ الْعِلْمِ، (رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ، وَالنَّسَائِيُّ) : قَالَ الشَّمَنِيُّ: وَعَمْدُ الصَّبِيِّ وَالْمَجْنُونِ وَالْمَعْتُوهِ خَطَأٌ وَعَلَى الْعَاقِلَةِ فِي عَمْدِهِمُ الدِّيَةُ، وَبِهِ قَالَ مَالِكٌ وَأَحْمَدُ وَالشَّافِعِيُّ فِي قَوْلِهِ. وَلَنَا: مَا أَخْرَجَ الْبَيْهَقِيُّ عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ عَمْدَ الصَّبِيِّ وَالْمَجْنُونِ خَطَأٌ. لَكِنْ قَالَ فِي الْمَعْرِفَةِ: إِسْنَادُهُ ضَعِيفٌ.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute