للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

سَفْسَافِهَا اهـ. وَفِي كَلَامِ الزُّهْرِيِّ إِيمَاءٌ بِطْرِيقِ الْمَفْهُومِ وَالْمُقَابَلَةِ إِلَى أَنَّ الدُّنْيَا أُنْثَى لَا يُحِبُّهَا إِلَّا نَاقِصُ الْعَقْلِ وَالدِّينِ فَإِنَّهُمْ يُحِبُّونَ الْمَرَاتِبَ الدَّنِيَّةَ وَاللَّهُ أَعْلَمُ. (وَلَكِنَّهُمْ بَذَلُوهُ لِأَهْلِ الدُّنْيَا) : أَيْ: بِأَنْ خَصُّوهُمْ بِهِ أَوْ تَرَدَّدُوا إِلَيْهِمْ بِهِ (لِيَنَالُوا بِهِ مِنْ دُنْيَاهُمْ) : لَا لِأَجْلِ الدِّينِ بِالنَّصِيحَةِ وَالشَّفَاعَةِ وَغَيْرِهِمَا (فَهَانُوا) : أَيْ: أَهْلُ الْعِلْمِ ذَلُّوا قَدْرًا (عَلَيْهِمْ) : أَيْ: مُسْتَثْقَلِينَ عَلَى أَهْلِ الدُّنْيَا، وَفِي بَعْضِ النُّسَخِ " عِلْمُهُمْ " بَدَلَ " عَلَيْهِمْ " وَهُوَ تَصْحِيفٌ لِأَنَّ هَانَ لَازِمٌ بِمَعْنَى ذَلَّ، وَلَا يَصْلُحُ أَنْ يَصِيرَ مُتَعَدِّيًا إِلَّا أَنْ يُقَالَ بِنَزْعِ الْخَافِضِ أَيْ فِي عِلْمِهِمْ وَبَذْلِهِ إِيَّاهُمْ (سَمِعْتُ نَبِيَّكُمْ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -) : قَالَ الطِّيبِيُّ، هَذَا الْخِطَابُ تَوْبِيخٌ لِلْمُخَاطَبِينَ حَيْثُ خَالَفُوا أَمْرَ نَبِيِّهِمْ، فَخُولِفَ بَيْنَ الْعِبَارَتَيْنِ افْتِتَانًا (يَقُولُ: (مَنْ جَعَلَ الْهُمُومَ) : أَيِ: الْهُمُومَ الَّتِي تَطْرُقُهُ مِنْ مِحَنِ الدُّنْيَا وَكَدَرِهَا وَمُرِّ عَيْشِهَا (هَمًّا وَاحِدًا) : قَالَ الطِّيبِيُّ: هَمَّ الْأَمْرَ يَهِمُّ إِذَا عَزَمَ عَلَيْهِ اهـ. أَيْ: مَنِ اقْتَصَرَ عَلَى هَمٍّ وَاحِدٍ مِنَ الْهُمُومِ وَتَرَكَ سَائِرَ الْمَطَالِبِ وَبَقِيَّةَ الْمَقَاصِدِ وَجَعَلَ كَأَنَّهُ لَا هَمَّ إِلَّا هَمٌّ وَاحِدٌ (هَمَّ آخِرَتِهِ) : بَدَلٌ مِنْ هَمًّا وَهُوَ هَمُّ الدِّينِ (كَفَاهُ اللَّهُ هَمَّ دُنْيَاهُ) : الْمُشْتَمِلُ عَلَى الْهُمُومِ يَعْنِي كَفَاهُ هَمَّ دُنْيَاهُ أَيْضًا (وَمَنْ تَشَعَّبَتْ) : وَفِي نُسْخَةٍ: تَشَعَّبَ (بِهِ الْهُمُومُ) : أَيْ: تَفَرَّقَتْ يَعْنِي مَرَّةً اشْتَغَلَ بِهَذَا الْهَمِّ وَأُخْرَى بِهَمٍّ آخَرَ وَهَلُمَّ جَرًّا ( [فِي] أَحْوَالِ الدُّنْيَا) : بَدَلٌ مِنَ الْهُمُومِ (لَمْ يُبَالِ اللَّهُ) : أَيْ: لَا يَنْظُرُ إِلَيْهِ نَظَرَ رَحْمَةٍ (فِي أَيِّ أَوْدِيَتِهَا) : أَيْ: أَوْدِيَةِ الدُّنْيَا أَوِ الْهُمُومِ (هَلَكَ) : يَعْنِي لَا يَكْفِيهِ هَمُّ دُنْيَاهُ وَلَا هَمُّ أُخْرَاهُ، فَيَكُونُ مِمَّنْ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ. ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ (رَوَاهُ ابْنُ مَاجَهْ) . عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ الْحَدِيثَ بِكَمَالِهِ.

<<  <  ج: ص:  >  >>