٣٨٦٤ - وَعَنْ سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: «خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَلَى قَوْمٍ مِنْ أَسْلَمَ يَتَنَاضَلُونَ بِالسُّوقِ. فَقَالَ: " ارْمُوا بَنِي إِسْمَاعِيلَ! فَإِنَّ أَبَاكُمْ كَانَ رَامِيًا، وَأَنَا مَعَ بَنِي فُلَانٍ " لِأَحَدِ الْفَرِيقَيْنِ. فَأَمْسَكُوا بِأَيْدِيهِمْ، فَقَالَ: " مَا لَكُمْ؟ " قَالُوا: وَكَيْفَ نَرْمِي وَأَنْتَ مَعَ بَنِي فُلَانٍ؟ قَالَ: " ارْمُوا وَأَنَا مَعَكُمْ كُلِّكُمْ» ". رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ.
ــ
٣٨٦٤ - (وَعَنْ سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَلَى قَوْمٍ مِنْ أَسْلَمَ) : قَبِيلَةٌ (يَتَنَاضَلُونَ) : بِالضَّادِ الْمُعْجَمَةِ ; أَيْ: يَتَرَامُونَ لِلسَّبْقِ (بِالسُّوقِ) : بِضَمٍّ أَوَّلِهِ وَهُوَ مَعْرُوفٌ، وَقِيلَ اسْمُ مَوْضِعٍ ذَكَرَهُ الطِّيبِيُّ. وَقَالَ الْقَاضِي: السُّوقُ جَمْعُ سَاقٍ اسْتَعْمَلَهُ لِلْأَسْهُمِ عَلَى سَبِيلِ الِاسْتِعَارَةِ، أَقُولُ: الْأَظْهَرُ أَنَّهُ كِنَايَةٌ عَنِ الْمَشْيِ ; أَيْ: مَاشِينَ غَيْرَ رَاكِبِينَ، وَقَالَ ابْنُ الْمَلَكِ: هُوَ بِفَتْحِ السِّينِ الْمُهْمَلَةِ اسْمُ مَوْضِعٍ وَالْبَاءُ بِمَعْنَى: " فِي " (فَقَالَ: ارْمُوا) : أَيْ: دُومُوا عَلَى الرَّمْيِ (بَنِي إِسْمَاعِيلَ) : أَيْ: يَا بَنِيهِ (كَانَ أَبَاكُمْ) : يَعْنِي إِسْمَاعِيلَ (كَانَ رَامِيًا) ; أَيْ: عَظِيمًا، أَوْ مُخْتَرِعًا لِلرَّمْيِ (وَأَنَا مَعَ بَنِي فُلَانٍ) : وَهَذَا بِنَاءٌ عَلَى الْمُعْتَادِ مِنْ أَنَّ مَنْ حَضَرَ مِنَ الرُّمَاةِ يَكُونُ مَعَ قَوْمٍ مِنْهُمْ (لِأَحَدِ الْفَرِيقَيْنِ) : مُتَعَلِّقٌ بِقَوْلِهِ فَقَالَ ; أَيْ: قَالَ لِأَجْلِ أَحَدِ الْفَرِيقَيْنِ أَنَا مَعَهُمْ (فَأَمْسَكُوا) ; أَيِ: الْفَرِيقُ الْآخَرُ (بِأَيْدِيهِمْ) : الْبَاءُ زَائِدَةٌ، وَالْمَعْنَى أَنَّهُمْ تَرَكُوا الرَّمْيَ (فَقَالَ: مَا لَكُمْ؟) ; أَيْ: فِي امْتِنَاعِكُمْ مِنَ الرَّمْيِ (قَالُوا) : وَفِي نُسْخَةٍ فَقَالُوا: (وَكَيْفَ نَرْمِي وَأَنْتَ مَعَ بَنِي فُلَانٍ؟) ; أَيْ: بِالنَّصْرِ وَالْمَعُونَةِ (قَالَ: ارْمُوا وَأَنَا مَعَكُمْ كُلِّكُمْ) : بِالْجَرِّ تَامٌّ تَأْكِيدٌ لِلضَّمِيرِ الْمَجْرُورِ (رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ) .
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute