للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

بِفَتْحَتَيْنِ مَا يُعَلَّقُ بِعُنُقِ الدَّابَّةِ وَغَيْرُهُ فَيُصَوَّبُ. قَالَ النَّوَوِيُّ: وَسَبَبُ الْحِكْمَةِ فِي عَدَمِ مُصَاحَبَةِ الْمَلَائِكَةِ مَعَ الْجَرَسِ أَنَّهُ شَبِيهٌ بِالنَّوَاقِيسِ، أَوْ ; لِأَنَّهُ مَنَّ الْمَعَالِيقِ الْمَنْهِيِّ عَنْهَا لِكَرَاهَةِ صَوْتِهَا، وَيُؤَيِّدُهُ قَوْلُهُ ; أَيِ: الْآتِي مَزَامِيرُ الشَّيْطَانِ، وَهُوَ مَذْهَبُنَا، وَمَذْهَبُ مَالِكٍ وَهِيَ كَرَاهَةُ تَنْزِيهٍ، وَقَالَ جَمَاعَةٌ مِنْ مُتَقَدِّمِي عُلَمَاءِ الشَّامِ: يُكْرَهُ الْجَرَسُ الْكَبِيرُ دُونَ الصَّغِيرِ اهـ.

وَقَالَ بَعْضُ الْعُلَمَاءِ: جَرَسُ الدَّوَابِّ مَنْهِيٌّ عَنْهُ إِذَا اتُّخِذَ لِلَّهْوِ، وَأَمَّا إِذَا كَانَ فِيهِ مَنْفَعَةٌ فَلَا بَأْسَ. وَفِي شَرْحِ السُّنَّةِ: رِوَيَ أَنَّ جَارِيَةً دَخَلَتْ عَلَى عَائِشَةَ، وَفِي رِجْلِهَا جَلَاجِلُ فَقَالَتْ عَائِشَةُ: أَخْرِجُوا عَنِّي مُفَرِّقَةَ الْمَلَائِكَةِ، وَرُوِيَ أَنَّ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَطَعَ أَجْرَاسًا فِي رِجْلِ الزُّبَيْرِ، وَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: «إِنَّ مَعَ كُلِّ جَرَسٍ شَيْطَانًا» . (رَوَاهُ مُسْلِمٌ) : وَكَذَا أَحْمَدُ، وَأَبُو دَاوُدَ وَالتِّرْمِذِيُّ.

<<  <  ج: ص:  >  >>