فَرَائِضُ الْإِرْثِ (وَعَلِّمُوهُ النَّاسَ) : أَيْ: هَذَا الْعِلْمُ فَالضَّمِيرُ إِلَى الْمُضَافِ الْمُقَدَّرِ، وَفِي نُسْخَةٍ صَحِيحَةٍ: وَعَلِّمُوهَا النَّاسَ، فَإِنَّ عِلْمَهَا أَهَمُّ وَثَوَابَهَا أَتَمُّ ( «تَعَلَّمُوا الْقُرْآنَ وَعَلِّمُوهُ النَّاسَ» ) وَهُوَ تَخْصِيصٌ مِنْ وَجْهٍ وَتَعْمِيمٌ مِنْ وَجْهٍ، وَعَلَى كُلٍّ فَتَأْخِيرُهُ لِلتَّرَقِّي فَإِنَّ الِاهْتِمَامَ بِحِفْظِهِ وَلَوْ بِلَفْظِهِ أَوْجَبُ، فَإِنَّهُ مُعْجِزَةٌ مُسْتَمِرَّةٌ بَعْدَهُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ ( «فَإِنِّي امْرُؤٌ مَقْبُوضٌ» ) ، قَالَ الطِّيبِيُّ: هُوَ كَقَوْلِهِ تَعَالَى {قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ} [الكهف: ١١٠] أَيْ كَوْنِي امْرَءًا مِثْلَكُمْ عِلَّةٌ لِكَوْنِي مَقْبُوضًا لَا أَعِيشُ أَبَدًا فَاغْتَنِمُوا فُرْصَةَ حَيَاتِي ( «وَالْعِلْمُ سَيَنْقَبِضُ» ) : لِأَنَّ بَعْدَ كُلِّ كَمَالٍ نُقْصَانًا وَزَوَالًا، وَفِي نُسْخَةٍ: سَيَنْقَبِضُ، أَيْ: بِقَبْضِي أَوْ بِغَيْرِهِ، وَفِي نُسْخَةٍ: سَيُقْبَضُ مَجْهُولٌ مُجَرَّدٌ أَيْ: بِقَبْضِ أَهْلِهِ (وَتَظْهَرُ الْفِتَنُ) الْوَاوُ لِمُجَرَّدِ الْجَمْعِيَّةِ فَيُمْكِنُ أَنْ يَكُونَ قَبْضُ الْعِلْمِ سَبَبَ الْفِتْنَةِ أَوْ هِيَ سَبَبُ قَبْضِ الْعِلْمِ (حَتَّى يَخْتَلِفَ) : يَجُوزُ أَنْ يَتَعَلَّقَ بِكُلٍّ مِنَ الْفِعْلَيْنِ السَّابِقَيْنِ (اثْنَانِ) : أَيْ: مُتَكَلِّمَانِ أَوْ وَارِثَانِ (فِي فَرِيضَةٍ) : مِنْ فَرَائِضِ الْإِسْلَامِ أَوْ مِنْ فَرَائِضِ الْمِيرَاثِ ( «لَا يَجِدَانِ أَحَدًا يَفْصِلُ بَيْنَهُمَا» ) : لِقِلَّةِ الْعِلْمِ أَوْ لِكَثْرَةِ الْفِتْنَةِ (رَوَاهُ الدَّارِمِيُّ، وَالدَّارَقُطْنِيُّ) .
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute