وَغَيْرُهُمَا اهـ. وَلَمْ يَذْكُرْ وَلَدُهُ حَرْبٌ هَذَا فِي فَضْلِ الصَّحَابَةِ، فَهُوَ مِنَ التَّابِعِينَ أَيْضًا كَوَلَدِهِ وَحْشِيٍّ. (أَنَّ أَصْحَابَ رَسُولِ اللَّهِ قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ! إِنَّا نَأْكُلُ) : أَيْ كَثِيرًا (وَلَا نَشْبَعُ) : أَيْ وَنَحْنُ نُرِيدُ الْقَنَاعَةَ، وَالْقُوَّةَ عَلَى الطَّاعَةِ (قَالَ: فَلَعَلَّكُمْ تَفْتَرِقُونَ) : أَيْ حَالَ الْأَكْلِ بِأَنَّ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْ أَهْلِ الْبَيْتِ يَأْكُلُ وَحْدَهُ، وَفِي رِوَايَةٍ: " فَلَعَلَّكُمْ تَأْكُلُونَ مُتَفَرِّقِينَ ". (قَالُوا: نَعَمْ. قَالَ: فَاجْتَمِعُوا عَلَى طَعَامِكُمْ، وَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ) : أَيْ جَمِيعُكُمْ فِي ابْتِدَاءِ أَكْلِكُمْ (يُبَارَكْ لَكُمْ فِيهِ) : فَقَدْ رَوَى أَبُو يَعْلَى فِي مُسْنَدِهِ وَابْنُ حِبَّانَ وَالْبَيْهَقِيُّ وَالضِّيَاءُ عَنْ جَابِرٍ مَرْفُوعًا: " «أَحَبُّ الطَّعَامِ إِلَى اللَّهِ مَا كَثُرَتْ عَلَيْهِ الْأَيْدِي» ". وَرَوَى الطَّبَرَانِيُّ عَنِ ابْنِ عُمَرَ مَوْقُوفًا: " «طَعَامُ الِاثْنَيْنِ يَكْفِي الْأَرْبَعَةَ، وَطَعَامُ الْأَرْبَعَةِ يَكْفِي الثَّمَانِيَةَ» "، فَاجْتَمَعُوا عَلَيْهِ وَلَا تَفَرَّقُوا، وَأَمَّا قَوْلُهُ تَعَالَى: {لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَأْكُلُوا جَمِيعًا أَوْ أَشْتَاتًا} [النور: ٦١] فَمَحْمُولٌ عَلَى الرُّخْصَةِ أَوْ دَفْعًا لِلْحَرَجِ عَلَى الشَّخْصِ إِذَا كَانَ وَحْدَهُ. (رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ) : وَكَذَا ابْنُ مَاجَهْ وَالنَّسَائِيُّ.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute