للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٤٣٠٣ - وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا - قَالَ: «جَاءَتْ فَأْرَةٌ تَجُرُّ الْفَتِيلَةَ، فَأَلْقَتْهَا بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَلَى الْخَمْرَةِ الَّتِي كَانَ قَاعِدًا عَلَيْهَا، فَأَحْرَقَتْ مِنْهَا مِثْلَ مَوْضِعِ الدِّرْهَمِ. فَقَالَ: " إِذَا نِمْتُمْ فَأَطْفِئُوا سُرُجَكُمْ ; فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَدُلُّ مِثْلَ هَذِهِ عَلَى هَذَا ; فَيَحْرِقُكُمْ» ". رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ.

وَهَذَا الْبَابُ خَالٍ: عَنِ الْفَصْلِ الثَّالِثِ

ــ

٤٣٠٣ - (وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ - رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمَا - قَالَ: جَاءَتْ فَأْرَةٌ) : بِالْهَمْزِ وَيُبَدَّلُ بَلْ هُوَ أَشْهَرُ فِي الِاسْتِعْمَالِ وَأَكْثَرُ (تَجُرُّ الْفَتِيلَةَ) : الْجُمْلَةُ حَالٌ أَوِ اسْتِئْنَافٌ (فَأَلْقَتْهَا) : عَطْفٌ عَلَى جَاءَتْ أَيْ فَرَمَتِ الْفَأْرَةُ الْفَتِيلَةَ الْمَجْرُورَةَ (بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَلَى الْخُمْرَةِ) : بِضَمِّ الْخَاءِ الْمُعْجَمَةِ وَسُكُونِ الْمِيمِ وَالرَّاءِ، وَهِيَ السَّجَّادَةُ وَهِيَ الْحُصْرُ الَّذِي يَسْجُدُ عَلَيْهِ سُمِّيَ بِهَا ; لِأَنَّهَا تُخَمِّرُ الْأَرْضَ أَيْ تَسْتُرُهَا وَتَقِي الْوَجْهَ مِنَ التُّرَابِ.

وَفِي الْفَائِقِ: هِيَ السَّجَّادَةُ الصَّغِيرَةُ مِنَ الْحَصِيرِ ; لِأَنَّهَا مُرَمَّلَةٌ مُخَمَّرٌ خُيُوطُهَا بِسَعَفِهَا (الَّتِي كَانَ قَاعِدًا عَلَيْهَا، فَأَحْرَقَتْ) : أَيِ الْفَتِيلَةُ، وَالْمَعْنَى نَارُهَا (مِنْهَا مِثْلَ مَوْضِعِ الدِّرْهَمِ. فَقَالَ: إِذَا نِمْتُمْ) : قَيَّدَهُ بِالنَّوْمِ لِحُصُولِ الْغَفْلَةِ بِهِ غَالِبًا، وَيُسْتَفَادُ مِنْهُ أَنَّهُ مَتَى وُجِدَتِ الْغَفْلَةُ حَصَلَ النَّهْيُ (فَأَطْفِئُوا سُرُجَكُمْ ; فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَدُلُّ مِثْلَ هَذِهِ) : أَيِ الْفَأْرَةَ (عَلَى هَذَا) : أَيِ الْفِعْلِ وَهُوَ جَرُّ الْفَتِيلَةِ (فَيُحْرِقُكُمْ) : أَيِ الشَّيْطَانُ بِسَبَبِهَا، وَحَاصِلُهُ كَمَا قَالَ تَعَالَى: {إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا} [فاطر: ٦] (رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ) .

<<  <  ج: ص:  >  >>