٤٣٧٧ - وَعَنْ جَابِرٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قَالَ: «لَبِسَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَوْمًا قَبَاءَ دِيبَاجٍ أُهْدِيَ لَهُ، ثُمَّ أَوْشَكَ أَنْ نَزَعَهُ، فَأَرْسَلَ بِهِ إِلَى عُمَرَ، فَقِيلَ: قَدْ أَوْشَكَ مَا انْتَزَعْتَهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَ: " نَهَانِي عَنْهُ جِبْرَائِيلُ " فَجَاءَ عُمَرُ يَبْكِي، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَكَرِهْتَ أَمْرًا وَأَعْطَيْتَنِيهِ، فَمَا لِي؟ فَقَالَ: " إِنِّي لَمْ أُعْطِكَهُ تَلْبَسُهُ، إِنَّمَا أَعْطَيْتُكَهُ تَبِيعُهُ ". فَبَاعَهُ بِأَلْفَيْ دِرْهَمٍ» . رَوَاهُ مُسْلِمٌ.
ــ
٤٣٧٧ - (وَعَنْ جَابِرٍ قَالَ: لَبِسَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَوْمًا قَبَاءَ دِيبَاجٍ) : بِكَسْرِ الدَّالِّ وَيُفْتَحُ (أُهْدِيَ لَهُ) : أَيْ أُرْسِلَ لَهُ هَدِيَّةً فَكَأَنَّهُ لَبِسَهُ مُرَاعَاةً لِخَاطِرِ الْمُهْدِيِّ عَلَى مَا هُوَ الْمُتَعَارَفُ، وَكَانَ لُبْسُهُ إِذْ ذَاكَ مُبَاحًا (ثُمَّ أَوْشَكَ أَنْ نَزَعَهُ) : أَيْ أَسْرَعِ إِلَى نَزْعِهِ (فَأَرْسَلَ بِهِ إِلَى عُمَرَ، فَقِيلَ: قَدْ أَوْشَكَ مَا انْتَزَعْتَهُ) : أَيْ قَدْ أُسْرِعَ انْتِزَاعُكَ إِيَّاهُ (يَا رَسُولَ اللَّهِ! فَقَالَ: " نَهَانِي عَنْهُ) : أَيْ عَنْ لُبْسِهِ (جِبْرِيلُ فَجَاءَ عُمَرُ) : عَطْفٌ عَلَى مُقَدَّرٍ أَيْ فَسَمِعَ عُمَرُ هَذِهِ الْقَضِيَّةِ فَجَاءَ (يَبْكِي) : أَيْ بَاكِيًا (فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَكَرِهْتَ أَمْرًا) : أَيْ لُبْسَ هَذَا الثَّوْبِ (وَأَعْطَيْتَنِيهِ) : أَيْ لِأَلْبَسُهُ (فَمَا لِي؟) : أَيْ فَكَيْفَ حَالِي وَمَآلِي (فَقَالَ: " إِنِّي لَمْ أُعْطِكَهُ تَلْبَسُهُ) : بِالرَّفْعِ وَفِي نُسْخَةٍ بِالنَّصْبِ (إِنَّمَا أَعْطَيْتُكَهُ تَبِيعُهُ) : بِالْوَجْهَيْنِ. قَالَ الطِّيبِيُّ: تَلْبَسُهُ وَتَبِيعُهُ مَرْفُوعًا عَلَى الِاسْتِئْنَافِ لِبَيَانِ الْغَرَضِ مِنَ الْإِعْطَاءِ، قُلْتُ: وَلَعَلَّ وَجْهَ النَّصْبِ أَنَّ أَصْلَهُ لِأَنْ تَلْبَسَهُ وَلِأَنْ تَبِيعَهُ فَحَذَفَ اللَّامَ، ثُمَّ حَذَفَ (أَنْ) وَأَبْقَى الْإِعْرَابَ عَلَى أَصْلِهِ، كَمَا قِيلَ فِي قَوْلِهِ: تَسْمَعُ بِالْمُعِيدِيِّ (فَبَاعَهُ) : أَيْ عُمَرُ الثَّوْبَ (بِأَلْفَيْ دِرْهَمٍ، رَوَاهُ مُسْلِمٌ) .
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute