للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وَالثُّقْبَةُ بِالضَّمِّ مِثْلُهُ، وَإِنَّمَا يُقَالُ: هَذَا فِيمَا يَقِلُّ وَيُصَغَّرُ، وَأَمَّا نَقْبُ الْحَائِطِ وَنَحْوُهُ بِالنُّونِ، فَذَلِكَ فِيمَا يَعْظُمُ، هَذَا وَفِي نُسْخَةٍ عَلَى ثَقْبٍ، بِالْمَعْنَى: مَرَرْنَا عَلَى ثَقْبٍ (مِثْلِ التَّنُّورِ) : بِالْجَرِّ (أَعْلَاهُ ضَيِّقٌ وَأَسْفَلَهُ وَاسِعٌ) ، الْجُمْلَةُ صِفَةٌ كَاشِفَةٌ (تَتَوَقَّدُ) : بِالتَّأْنِيثِ وَجُوِّزَ تَذْكِيرُهُ (تَحْتَهُ) أَيْ: تَحْتَ التَّنُّورِ (نَارٌ) ، وَفِي بَعْضِ النُّسَخِ مِنْهَا - نُسْخَةُ السَّيِّدِ - نَارًا بِالنَّصْبِ عَلَى التَّمْيِيزِ، أَيْ: يَتَوَقَّدُ مَا تَحْتَهُ نَارًا، فَحُذِفَ الْمَوْصُولُ، وَقَالَ ابْنُ الْمَلَكِ: رُوِيَ بِالنَّصْبِ عَلَى التَّمْيِيزِ، وَأُسْنِدَ يَتَوَقَّدُ إِلَى ضَمِيرِ الثَّقْبِ. (فَإِذَا ارْتَقَتْ) : بِقَافٍ بَيْنَ تَاءَيْنِ، قَالَ الطِّيبِيُّ: كَذَا فِي الْحُمَيْدِيِّ، وَجَامِعِ الْأُصُولِ، وَفِي بَعْضِ نُسَخِ الْمَصَابِيحِ اقْتَرَنَتْ، وَفِي بَعْضِهَا أُوقِدَتْ، وَالْأَوَّلُ هُوَ الصَّحِيحُ رِوَايَةً وَدِرَايَةً اهـ.

وَفِي الدِّرَايَةِ نَظَرٌ إِذِ الْمَعَانِي مُقَارِبَةٌ أَيْ فَإِذَا اشْتَعَلَتِ النَّارُ، وَفِي نُسْخَةٍ: فَإِذَا ارْتَفَعَتْ مِنَ الرِّفْعَةِ (ارْتَفَعُوا) أَيِ: النَّاسُ الَّذِينَ فِي الثَّقْبِ الْمُشَبَّهِ بِالتَّنُّورِ (حَتَّى كَادَ أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا) ، قَالَ الطِّيبِيُّ: كَذَا فِي الْحُمَيْدِيِّ وَالْجَامِعِ، أَيْ: كَادَ خُرُوجُهُمْ وَالْخَبَرُ مَحْذُوفٌ، أَيْ: كَادَ خُرُوجُهُمْ يَتَحَقَّقُ، وَفِي نُسْخَةِ الْمَصَابِيحِ: يَكَادُوا يَخْرُجُوا وَحَقُّهُ بِثَبَاتِ النُّونِ، اللَّهُمَّ إِلَّا أَنْ يُتَحَمَّلَ، وَيُقَدَّرَ أَنْ يَخْرُجُوا تَشْبِيهًا لِكَادَ بِعَسَى، ثُمَّ حُذِفَ أَنْ وَتُرِكَ عَلَى حَالِهِ (وَإِذَا خَمَدَتْ) : بِفَتْحِ الْخَاءِ الْمُعْجَمَةِ وَالْمِيمِ وَيُكْسَرُ، فَفِي الْقَامُوسِ خَمَدَتِ النَّارُ كَنَصَرَ وَسَمِعَ سَكَنَ لَهَبُهَا وَلَمْ يُطْفَأْ جَمْرُهَا (رَجَعُوا) أَيِ: النَّاسُ الَّذِينَ كَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا (فِيهَا) ، أَيْ: فِي قَعْرِهَا لِيَكُونَ الْعَذَابُ أَشَدَّ (وَفِيهَا) أَيْ: فِي تِلْكَ النَّارِ (رِجَالٌ وَنِسَاءٌ عُرَاةٌ) الْجُمْلَةُ بَيَانٌ لِلنَّاسِ الْمَفْهُومِ مِنْ قَوْلِهِ: ارْتَفَعُوا، وَتَنْبِيهٌ عَلَى التَّغْلِيبِ فِي الضَّمِيرِ وَتَوْضِيحٌ لِكَشْفِ أَبْدَانِهِمْ، فَإِنَّهُ لِلتَّهْوِيلِ أَوْهَى وَلِلتَّنْفِيرِ أَدْعَى (فَقُلْتُ: مَا هَذَا؟ قَالَا: انْطَلِقْ. فَانْطَلَقْنَا، حَتَّى أَتَيْنَا عَلَى نَهَرٍ) بِفَتْحِ الْهَاءِ وَيُسَكَّنُ (مِنْ دَمٍ، فِيهِ رَجُلٌ قَائِمٌ عَلَى وَسْطِ النَّهَرِ) بِسُكُونِ السِّينِ وَيُحَرَّكُ، وَالْجَارُّ الثَّانِي بَيَانٌ لِلْأَوَّلِ فَتَأَمَّلْ (وَعَلَى شَطِّ النَّهَرِ) أَيْ: طَرَفِهِ (رَجُلٌ بَيْنَ يَدَيْهِ حِجَارَةٌ) ، بِكَسْرِ الْحَاءِ جَمْعُ حَجَرٍ (فَأَقْبَلَ الرَّجُلُ الَّذِي فِي النَّهَرِ) ، أَيْ: مُرِيدًا لِلْخُرُوجِ (فَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَخْرُجَ) أَيْ: بِالْكُلِّيَّةِ وَيَتَخَلَّصَ مِنْهُ (رَمَى الرَّجُلُ) أَيِ: الَّذِي عَلَى الشَّطِّ (بِحَجَرٍ) : الْبَاءُ لِلتَّعْدِيَةِ (فِي فِيهِ) أَيْ: فَمِهِ (فَرَدَّهُ حَيْثُ كَانَ) ، أَيْ: إِلَى مَكَانِ كَانَ مِنْ وَسْطِ النَّهَرِ (فَجَعَلَ) أَيْ: شَرَعَ وَطَفِقَ (كُلَّمَا جَاءَ لِيَخْرُجَ) قِيلَ أَصْلُ أَفْعَالِ الْمُقَارَبَةِ أَنْ يَكُونَ خَبَرُهَا كَخَبَرِ كَانَ إِلَّا أَنَّهُ تَرَكَ الْأَصْلَ وَالْتَزَمَ كَوْنَ الْخَبَرِ مُضَارِعًا، ثُمَّ نَبَّهَ عَلَى الْأَصْلِ الْمَتْرُوكِ بِوُقُوعِهِ مُفْرَدًا، كَمَا فِي عَسَيْتُ صَائِمًا، وَجُمْلَةً مِنْ فِعْلِ مَاضٍ مُقَدَّمٌ عَلَيْهِ كُلَّمَا كَقَوْلِهِ: فَجَعَلَ كُلَّمَا جَاءَ لِيَخْرُجَ، أَيْ: كُلَّمَا جَاءَ قَرِيبًا إِلَى الشَّطِّ لِيَخْرُجَ مِنَ النَّهَرِ. (رَمَى) أَيِ: الرَّجُلُ (فِي فِيهِ بِحَجَرٍ فَيَرْجِعُ كَمَا كَانَ) ، وَهُوَ عَطْفٌ عَلَى فَجَعَلَ، وَلَعَلَّ الْعُدُولَ عَنِ الْمَاضِي إِلَى الْمُضَارِعِ لِاسْتِحْضَارِ الْحَالِ (فَقُلْتُ: مَا هَذَا؟ قَالَا: انْطَلِقْ. فَانْطَلَقْنَا حَتَّى انْتَهَيْنَا) : فِيهِ إِشَارَةٌ إِلَى حُسْنِ الْمَقْطَعِ، أَيْ: حَتَّى وَصَلْنَا فِي آخِرِ الْأَمْرِ (إِلَى رَوْضَةٍ خَضْرَاءَ، فِيهَا شَجَرَةٌ عَظِيمَةٌ، وَفِي أَصْلِهَا) أَيْ: تَحْتَهَا الْمُقَارِبِ إِلَى جِذْعِهَا (شَيْخٌ) أَيْ: عَظِيمٌ (وَصِبْيَانٌ) ، أَيْ: وِلْدَانٌ كَثِيرٌ (وَإِذَا رَجُلٌ قَرِيبٌ مِنَ الشَّجَرَةِ، بَيْنَ يَدَيْهِ نَارٌ يُوقِدُهَا) : مِنَ الْإِيقَادِ (فَصَعِدَا) : بِكَسْرِ الْعَيْنِ (بِيَ) : بِالْمُوَحَّدَةِ لِلتَّعْدِيَةِ (الشَّجَرَةَ) ، بِالنَّصْبِ عَلَى نَزْعِ الْخَافِضِ، وَالْمَعْنَى: رَفَعَانِي عَلَى الشَّجَرَةِ (فَأَدْخَلَانِي دَارًا وَسْطَ الشَّجَرَةِ، لَمْ أَرَ قَطُّ أَحْسَنَ) أَيْ: كَمِّيَّةً وَكَيْفِيَّةً (مِنْهَا) أَيْ: مِنْ تِلْكَ الدَّارِ (فِيهَا رِجَالٌ شُيُوخٌ وَشَبَابٌ) بِفَتْحِ أَوَّلِهِ جَمْعُ شَابٍّ (وَنِسَاءٌ) عَطْفٌ عَلَى رِجَالٍ (وَصِبْيَانٌ) أَيْ: وِلْدَانٌ (ثُمَّ أَخْرَجَانِي مِنْهَا) أَيْ: مِنْ تِلْكَ الدَّارِ (فَصَعِدَا بِيَ الشَّجَرَةَ) ، أَيِ: الشَّجَرَةَ الَّتِي كَانَتْ فِيهَا فَأَلْ لِلْعَهْدِ الذِّهْنِيِّ، كَمَا فِي قَوْلِهِ تَعَالَى:

<<  <  ج: ص:  >  >>