للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٤٦٥٨ - وَعَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قَالَ: «دَخَلْتُ عَلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَبَيْنَ يَدَيْهِ كَاتِبٌ، فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: " ضَعِ الْقَلَمَ عَلَى أُذُنِكَ ; فَإِنَّهُ أَذْكَرُ لِلْمَآلِ» ". رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ. . وَقَالَ: هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ، وَفِي إِسْنَادِهِ ضَعْفٌ.

ــ

٤٦٥٨ - (عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ - رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ -) ، وَهُوَ مِنْ أَجِلَّاءِ الصَّحَابَةِ، وَأَكَابِرِ قُرَّائِهِمْ، وَأَفْضَلِهِمْ فِي عِلْمِ الْفَرَائِضِ، وَأَعْظَمِهِمْ فِي كِتَابَةِ الْوَحْيِ وَقَدْ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ. (قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَبَيْنَ يَدَيْهِ كَاتِبٌ، فَسَمِعْتُهُ) أَيِ: النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - (يَقُولُ) أَيْ: لَهُ ( «ضَعِ الْقَلَمَ عَلَى أُذُنِكَ» ) ، بِضَمِّ الذَّالِ وَيُسَكَّنُ أَيْ: فَوْقَ أُذُنِكَ مُعْتَمِدًا عَلَيْهَا. وَفِي نُسْخَةٍ مُطَابِقَةٍ لِمَا فِي نُسَخِ الْمَصَابِيحِ عَلَى أُذُنَيْكَ أَيْ: إِحْدَاهُمَا، وَقَدْ تَقَدَّمَ عَنِ التُّورِبِشْتِيِّ أَنَّ مَا فِي نُسَخِ الْمَصَابِيحِ أُذُنَيْكَ بِالتَّثْنِيَةِ خَطَأٌ وَتَبِعَهُ مِيرَكُ. وَقَالَ: وَفِي نُسَخِ الْمَصَابِيحِ أُذُنَيْكَ، وَبِالْإِفْرَادِ هُوَ الصَّحِيحُ. قُلْتُ: إِنْ كَانَ الْمُرَادُ رِوَايَةً فَمُسَلَّمٌ، وَأَمَّا دِرَايَةً فَلَهُ وَجْهٌ كَمَا ذَكَرْنَاهُ. (فَإِنَّهُ) أَيْ: وَضْعُ الْقَلَمِ عَلَى الْأُذُنِ (أَذْكَرُ) أَيْ: أَكْثَرُ ذِكْرًا (لِلْمَآلِ) أَيْ: لِعَاقِبَةِ الْأَمْرِ، وَالْمَعْنَى: أَنَّهُ أَسْرَعُ تَذْكِيرًا فِيمَا يُرَادُ مِنْ إِنْشَاءِ الْعِبَارَةِ فِي الْمَقْصُودِ. قِيلَ: السِّرُّ فِي ذَلِكَ أَنَّ الْقَلَمَ أَحَدُ اللِّسَانَيْنِ الْمُتَرْجِمَيْنِ عَمَّا فِي الْقَلْبِ مِنَ الْكَلَامِ وَفُنُونِ الْعِبَارَاتِ، فَتَارَةً يُتَرْجِمُ عَنْهُ اللِّسَانُ اللَّحْمِيُّ الْمُعَبِّرُ عَنْهُ بِالْقَوْلِ، وَتَارَةً يُعَبِّرُ عَنْهُ بِالْقَلَمِ، وَهُوَ الْمُسَمَّى بِالْكِتَابَةِ، وَكُلُّ وَاحِدٍ مِنَ اللِّسَانَيْنِ يُسْمِعُ مَا يُرِيدُ مِنَ الْقَوْلِ. وَفُنُونُ الْكَلَامِ مِنَ الْقَلْبِ، وَمَحَلُّ الِاسْتِمَاعِ الْأُذُنُ، فَاللِّسَانُ مَوْضُوعٌ دَائِمًا عَلَى مَحَلِّ الِاسْتِمَاعِ، وَدَرَجِ الْقَلْبِ، فَلَمْ يَزَلْ يُسْمِعُ مِنْهُ الْكَلَامَ وَالْقَلَمُ مُنْفَصِلٌ عَنْهُ خَارِجٌ عَنْ مَحَلِّ الِاسْتِمَاعِ، فَيُحْتَاجُ فِي الِاسْتِمَاعِ إِلَى قُرْبٍ مِنْ مَحَلِّ الِاسْتِمَاعِ، وَالدُّنُوِّ إِلَى طَرِيقِهِ لِيَسْمَعَ مِنَ الْقَلْبِ مَا يُرِيدُهُ مِنَ الْعِبَارَاتِ وَفُنُونِ الْكَلَامِ، فَيَكْتُبَ اهـ. وَحَاصِلُهُ أَنَّ الْقُرْبَ الصُّورِيَّ لَهُ مَحَلُّ تَأْثِيرٍ مِنَ الْمَقْصُودِ الْمَعْنَوِيِّ. (رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ، وَقَالَ: هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ) ، أَيْ

<<  <  ج: ص:  >  >>