٤٩٨٥ - وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " «إِنَّ أَحَدَكُمْ مِرْآةُ أَخِيهِ، فَإِنْ رَأَى بِهِ أَذًى فَلْيُمِطْ عَنْهُ» ". رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَضَعَّفَهُ. وَفِي رِوَايَةٍ لَهُ وَلِأَبِي دَاوُدَ: " «الْمُؤْمِنُ مِرْآةُ الْمُؤْمِنِ، وَالْمُؤْمِنُ أَخُو الْمُؤْمِنِ، يَكُفُّ عَنْهُ ضَيْعَتَهُ، وَيَحُوطُهُ مِنْ وَرَائِهِ» ".
ــ
٤٩٨٥ - (وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ أَحَدَكُمْ مِرْآةُ أَخِيهِ» ) ، بِكَسْرِ مِيمٍ وَمَدِّ هَمْزٍ أَيْ: آلَةٌ لِإِرَاءَةِ مَحَاسِنِ أَخِيهِ وَمَعَايِبِهِ، لَكِنْ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ، فَإِنَّ النَّصِيحَةَ فِي الْمَلَأِ فَضِيحَةٌ، وَأَيْضًا هُوَ يَرَى مِنْ أَخِيهِ مَا لَا يَرَاهُ مِنْ نَفْسِهِ كَمَا يُرْسَمُ فِي الْمِرْآةِ مَا هُوَ مُخْتَفٍ عَنْ صَاحِبِهِ فَيَرَاهُ فِيهَا أَيْ: إِنَّمَا يَعْلَمُ الشَّخْصُ عَيْبَ نَفْسِهِ بِإِعْلَامِ أَخِيهِ كَمَا يَعْلَمُ خَلَلَ وَجْهِهِ بِالنَّظَرِ فِي الْمِرْآةِ (فَإِنْ رَأَى) أَيْ: أَحَدُكُمْ (بِهِ) أَيْ: بِأَخِيهِ (أَذًى) أَيْ: عَيْبًا مِمَّا يُؤْذِيهِ أَوْ يُؤْذِي غَيْرَهُ (فَلْيُمِطْ) أَيْ: فَلْيُمِطْهُ كَمَا فِي رِوَايَةِ الْجَامِعِ الصَّغِيرِ مِنَ الْإِمَاطَةِ، وَالْمَعْنَى فَلْيُزِلْ ذَلِكَ الْأَذَى (عَنْهُ) أَيْ: عَنْ أَخِيهِ إِمَّا بِإِعْلَامِهِ حَتَّى يَتْرُكَهُ أَوْ بِالدُّعَاءِ لَهُ حَتَّى يُرْفَعَ عَنْهُ، وَهَذَا وَجْهُ قَوْلٍ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: رَحِمَ اللَّهُ امْرَأً أَهْدَى إِلَيَّ بِعُيُوبِ نَفْسِي، وَفِي إِتْيَانِهِ - بِصِيغَةِ الْجَمْعِ إِشَارَةٌ إِلَى أَنَّ النَّفْسَ مَعْدِنُ الْعُيُوبِ وَمَنْبَعُهَا وَلِذَا قِيلَ:
وُجُودُكَ ذَنْبٌ لَا يُقَاسُ بِهِ ذَنْبُ
وَفِي شَرْحِ الطِّيبِيِّ قِيلَ أَيِ: الْمُؤْمِنُ فِي إِرَاءَةِ عَيْبِ أَخِيهِ كَالْمِرْآةِ الْمَجْلُوَّةِ الَّتِي تَحْكِي كُلَّ مَا يُرْسَمُ فِيهَا مِنَ الصُّوَرِ، وَلَوْ كَانَ أَدْنَى شَيْءٍ، فَالْمُؤْمِنُ إِذَا نَظَرَ إِلَى أَخِيهِ يَسْتَشِفُّ مِنْ وَرَاءِ أَقْوَالِهِ وَأَفْعَالِهِ وَأَحْوَالِهِ تَعْرِيفَاتٍ وَتَلْوِيحَاتٍ مِنَ اللَّهِ الْكَرِيمِ، فَأَيُّ وَقْتٍ ظَهَرَ مِنْ أَحَدِ الْمُؤْمِنِينَ الْمُجْتَمِعِينَ فِي عَقْدِ الْأُخُوَّةِ عَيْبٌ فَادِحٌ فِي أُخُوَّتِهِ نَافِرُوهُ ; لِأَنَّ ذَلِكَ يَظْهَرُ بِظُهُورِ النَّفْسِ مِنْ تَضْيِيعِ حَقِّ الْوَقْتِ، فَعَلِمُوا مِنْهُ خُرُوجَهُ بِذَلِكَ عَنْ دَائِرَةِ الْجَمْعِيَّةِ فَنَافَرُوهُ ; لِيَعُودَ إِلَى دَائِرَةِ الْجَمْعِيَّةِ، قَالَ رُوَيْمٌ: لَا يَزَالُ الصُّوفِيَّةُ بِخَيْرٍ مَا تَنَافَرُوا، فَإِذَا اصْطَلَحُوا هَلَكُوا، وَهَذَا إِشَارَةٌ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute