٥٠٨١ - وَعَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: " «إِنَّ أَثْقَلَ شَيْءٍ يُوضَعُ فِي مِيزَانِ الْمُؤْمِنِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ خُلُقٌ حَسَنٌ، وَإِنَّ اللَّهَ يُبْغِضُ الْفَاحِشَ الْبَذِيءَ» ". رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَقَالَ: هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ. وَرَوَى أَبُو دَاوُدَ الْفَصْلَ الْأَوَّلَ.
ــ
٥٠٨١ - (وَعَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: إِنَّ أَثْقَلَ شَيْءٍ يُوضَعُ) أَيْ: ثَوَابُهُ وَصَحِيفَتُهُ أَوْ عَيْنُهُ الْمُجَسِّدُ (فِي مِيزَانِ الْمُؤْمِنِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ خَلُقٌ حَسَنٌ) : فَإِنَّهُ تَعَالَى يُحِبُّهُ وَيَرْضَى عَنْ صَاحِبِهِ (وَإِنَّ اللَّهَ يُبْغِضُ الْفَاحْشَ) أَيْ: لِفُحْشِهِ أَيْ: وَالْفُحْشُ أَيْضًا (الْبَذِيءُ) : فَعِيلٌ مِنَ الْبِذَاءِ، وَهُوَ ضِدُّ الْحَيِيِّ ذَكَرَهُ شَارِحٌ، وَهُوَ الْمُنَاسِبُ لِلْمَقَامِ، وَفِي الْغَرِيبَيْنِ رَجُلٌ بَذِيءٌ أَيْ فَاحِشٌ سَيِّئُ الْخُلُقِ اهـ. وَفِي الْمُقَرَّرِ أَنَّ كُلَّ مَا يَكُونُ مَبْغُوضًا لِلَّهِ لَيْسَ لَهُ وَزْنٌ وَقَدْرٌ كَمَا أَنَّ كُلَّ مَا يَكُونُ مَحْبُوبًا لَهُ يَكُونُ عِنْدَهُ عَظِيمًا قَالَ تَعَالَى فِي حَقِّ الْكُفَّارِ: {فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا} [الكهف: ١٠٥] وَفِي الْحَدِيثِ الْمَشْهُورِ: " «كَلِمَتَانِ خَفِيفَتَانِ عَلَى اللِّسَانِ ثَقِيلَتَانِ فِي الْمِيزَانِ حَبِيبَتَانِ إِلَى الرَّحْمَنِ سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ سُبْحَانَ اللَّهِ الْعَظِيمِ» " وَبِهَذَا تَمَّتِ الْمُقَابَلَةُ بَيْنَ الْقَرِينَتَيْنِ، هَذَا وَقَالَ الطِّيبِيُّ: أُوقِعَ قَوْلُهُ: وَإِنَّ اللَّهَ يُبْغِضُ الْفَاحِشَ الْبَذِيءَ مُقَابِلًا لِقَوْلِهِ: إِنَّ أَثْقَلَ شَيْءٍ يُوضَعُ فِي الْمِيزَانِ دَلَالَةً عَلَى أَنَّ أَخَفَّ مَا يُوضَعُ فِي الْمِيزَانِ هُوَ سُوءُ الْخُلُقِ، وَأَنَّ حُسْنَ الْخُلُقِ أَحَبُّ الْأَشْيَاءِ عِنْدَ اللَّهِ وَالْخُلُقُ السَّيِّئُ أَبْغَضُهَا لِأَنَّ الْفُحْشَ وَالْبَذَاءَةَ أَسْوَأُ شَيْءٍ فِي مَسَاوِئِ الْأَخْلَاقِ (رَوَاهُ) أَيِ: الْحَدِيثَ بِكَمَالِهِ (التِّرْمِذِيُّ وَقَالَ: هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ وَرَوَى أَبُو دَاوُدَ الْفَصْلُ الْأَوَّلُ) أَيِ: الْقَرِينَةُ الْأُولَى دُونَ الثَّانِيَةِ، وَقَدْ رَوَى أَحْمَدُ عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ «أَنَّ اللَّهَ يُبْغِضُ الْفَاحِشَ الْمُتَفَحِّشَ» ، وَرَوَى الدَّيْلَمِيُّ فِي مُسْنَدِ الْفِرْدَوْسِ عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ «أَنَّ اللَّهَ يُبْغِضُ الْمُعْبِسَ فِي وُجُوهِ إِخْوَانِهِ» .
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute