٤٠٢ - وَعَنْ سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " «لَا وُضُوءَ لِمَنْ لَمْ يَذْكُرِ اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهِ» ". رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ، وَابْنُ مَاجَهْ.
ــ
٤٠٢ - (وَعَنْ سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ) : هُوَ قُرَشِيٌّ عَدَوِيٌّ مِنَ الْعَشَرَةِ الْمُبَشَّرَةِ. قَالَ الطِّيبِيُّ: وَقَالَ الْمُصَنِّفُ: يُكَنَّى أَبَا الْأَعْوَرِ، أَسْلَمَ قَدِيمًا وَشَهِدَ الْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهَ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَيْرَ بَدْرٍ، فَإِنَّهُ كَانَ مَعَ طَلْحَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ يَطْلُبَانِ خَبَرَ عِيرِ قُرَيْشٍ، وَضَرَبَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِسَهْمٍ، وَكَانَتْ فَاطِمَةُ أُخْتُ عُمَرَ تَحْتَهُ، وَبِسَبَبِهَا كَانَ إِسْلَامُ عُمَرَ، مَاتَ بِالْبَقِيعِ سَنَةَ إِحْدَى وَخَمْسِينَ، وَلَهُ بِضْعٌ وَخَمْسُونَ سَنَةً، رَوَى عَنْهُ جَمَاعَةٌ (قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا وُضُوءَ ": أَيْ: كَامِلًا " لِمَنْ لَمْ يَذْكُرِ اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهِ " أَيْ: عَلَى وُضُوئِهِ. قَالَ ابْنُ حَجَرٍ: وَيُفَسِّرُهُ الْحَدِيثُ الصَّحِيحُ: " «تَوَضَّأُوا بَاسِمِ اللَّهِ» " أَيْ: قَائِلِينَ ذَلِكَ. هَذَا وَذَهَبَ بَعْضُهُمْ كَأَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ إِلَى وُجُوبِهِ عِنْدَ ابْتِدَاءِ الْوُضُوءِ تَمَسُّكًا بِظَاهِرِ الْحَدِيثِ. وَقِيلَ: إِنْ تَرَكَهُ فِي ابْتِدَائِهِ بَطَلَ وُضُوءُهُ، وَقِيلَ: إِنْ تَرَكَهُ عَامِدًا بَطَلَ وَإِنْ تَرَكَهُ سَاهِيًا لَا. وَقَالَ الْقَاضِي: هَذِهِ الصِّيغَةُ حَقِيقَةٌ فِي نَفْيِ الشَّيْءِ، وَيُطْلَقُ مَجَازًا عَلَى نَفْيِ الِاعْتِدَادِ بِهِ لِعَدَمِ صِحَّتِهِ، كَقَوْلِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ: " «وَلَا صَلَاةَ إِلَّا بِطَهُورٍ» " وَعَلَى نَفْيِ كَمَالِهِ كَقَوْلِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ: " «لَا صَلَاةَ لِجَارِ الْمَسْجِدِ إِلَّا فِي الْمَسْجِدِ» ". وَهَاهُنَا مَحْمُولَةٌ عَلَى نَفْيِ الْكَمَالِ خِلَافًا لِأَهْلِ الظَّاهِرِ، لِمَا رَوَى ابْنُ عُمَرَ وَابْنُ مَسْعُودٍ أَنَّهُ صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ قَالَ: " «مَنْ تَوَضَّأَ وَذَكَرَ اسْمَ اللَّهِ كَانَ طَهُورًا لِجَمِيعِ بَدَنِهِ، وَمَنْ تَوَضَّأَ وَلَمْ يَذْكُرِ اسْمَ اللَّهِ كَانَ طَهُورًا لِأَعْضَاءِ وُضُوئِهِ» ". وَالْمُرَادُ بِالطَّهَارَةِ الطَّهَارَةُ عَنِ الذُّنُوبِ ; لِأَنَّ الْحَدَثَ لَا يَتَجَزَّأُ. (رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ، وَابْنُ مَاجَهْ) قَالَ مِيرَكُ: وَرِجَالُ التِّرْمِذِيِّ مُوَثَّقُونَ وَكَذَا رِجَالُ ابْنِ مَاجَهْ إِلَّا يَزِيدَ بْنَ عِيَاضٍ؛ فَإِنَّهُ قَالَ فِيهِ النَّسَائِيُّ: مَتْرُوكٌ.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute