٥٣٢٢ - وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قَالَ: «قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! بَيْنَا أَنَا فِي بَيْتِي فِي مُصَلَّايَ، إِذْ دَخَلَ عَلَيَّ رَجُلٌ، فَأَعْجَبَنِي الْحَالُ الَّتِي رَآنِي عَلَيْهَا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: " رَحِمَكَ اللَّهُ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ! لَكَ أَجْرَانِ: أَجْرُ السِّرِّ وَأَجْرُ الْعَلَانِيَةِ» ". رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَقَالَ: هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ.
ــ
٥٣٢٢ - (وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ بَيْنَا أَنَا فِي بَيْتِي فِي مُصَلَّايَ إِذْ دَخَلَ عَلَيَّ رَجُلٌ فَأَعْجَبَنِي الْحَالُ الَّتِي رَآنِي عَلَيْهَا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: " رَحِمَكَ اللَّهُ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ ") قَالَ الطِّيبِيُّ - رَحِمَهُ اللَّهُ -: صَدْرُ الْحَدِيثِ إِخْبَارٌ فِيهِ مَعْنَى الِاسْتِخْبَارِ، يَعْنِي: هَلْ تَحْكُمُ عَلَى هَذَا أَنَّهُ رِيَاءٌ أَمْ لَا، وَكَذَلِكَ طَابَقَهُ قَوْلُهُ - صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: " رَحِمَكَ اللَّهُ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ "، (" لَكَ أَجْرَانِ: أَجْرُ السِّرِّ ") أَيْ: لِإِخْلَاصِكَ (" وَأَجْرُ الْعَلَانِيَةِ ") أَيْ: لِلِاقْتِدَاءِ بِكَ، أَوْ لِفَرَحِكَ بِالطَّاعَةِ وَظُهُورِهَا مِنْكَ. قِيلَ: مَعْنَاهُ: فَأَعْجَبَهُ رَجَاءَ أَنْ يَعْمَلَ مَنْ رَآهُ بِمِثْلِ عَمَلِهِ فَيَكُونَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ، وَهَذَا مَعْنَى قَوْلِهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " «مَنْ سَنَّ سُنَّةً حَسَنَةً كَانَ لَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا» " ذَكَرَهُ فِي شَرْحِ السُّنَّةِ، وَالْأَظْهَرُ أَنَّ إِعْجَابَهُ بِحَسَبِ أَصْلِ الطَّبْعِ الْمُطَابِقِ لِلشَّرْعِ مِنْ أَنَّهُ يُعْجِبُهُ أَنَّهُ رَآهُ أَحَدٌ عَلَى حَالَةٍ حَسَنَةٍ، وَيَكْرَهُ أَنْ يَرَاهُ عَلَى حَالَةٍ قَبِيحَةٍ، مَعَ قَطْعِ النَّظَرِ عَنْ أَنْ يَكُونَ ذَلِكَ الْعَمَلُ مَطْمَحًا لِلرِّيَاءِ وَمَطْمَعًا لِلسُّمْعَةِ ; فَيَكُونُ مِنْ قَبِيلِ قَوْلِهِ - صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَلَى مَا رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ عَنْ أَبِي مُوسَى: " «مَنْ سَرَّتْهُ حَسَنَتُهُ وَسَاءَتْهُ سَيِّئَتُهُ فَهُوَ مُؤْمِنٌ» "، وَقَدْ قَالَ تَعَالَى: {قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ} [يونس: ٥٨] فَالْمُؤْمِنُ يَفْرَحُ بِتَوْفِيقِ الْأَعْمَالِ، كَمَا أَنَّ غَيْرَهُ يَفْرَحُ بِتَكْثِيرِ الْأَمْوَالِ، وَاللَّهُ تَعَالَى أَعْلَمُ بِالْأَحْوَالِ (رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ، وَقَالَ: هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ) ، أَيْ: إِسْنَادًا. وَقَالَ مِيرَكُ نَقْلًا عَنِ الْجَزَرِيِّ: رَوَاهُ صَاحِبُ الْمَصَابِيحِ فِي شَرْحِ السُّنَّةِ بِهَذَا السِّيَاقِ مِنْ طَرِيقِ سَعْدِ بْنِ بِشْرٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، ثُمَّ قَالَ: قَالَ أَبُو عِيسَى التِّرْمِذِيُّ: هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ، وَظَاهِرُ هَذَا الْكَلَامِ يَدُلُّ عَلَى أَنَّ التِّرْمِذِيَّ رَوَاهُ هَكَذَا، وَالَّذِي فِي التِّرْمِذِيِّ بِغَيْرِ هَذَا اللَّفْظِ، فَقَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا أَبُو سِنَانِ الشَّيْبَانِيُّ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: «قَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! الرَّجُلُ يَعْمَلُ الْعَمَلَ فَيَسُرُّهُ، فَإِذَا اطَّلَعَ عَلَيْهِ أَعْجَبَهُ ذَلِكَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: " لَهُ أَجْرَانِ أَجْرُ السِّرِّ وَأَجْرُ الْعَلَانِيَةِ» ". قَالَ أَبُو عِيسَى: هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ، وَقَدْ رَوَى الْأَعْمَشُ وَغَيْرُهُ، عَنْ حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مُرْسَلَا، انْتَهَى كَلَامُ التِّرْمِذِيِّ، وَاللَّهُ تَعَالَى أَعْلَمُ.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute