للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قَالَ الطِّيبِيُّ - رَحِمَهُ اللَّهُ -: أَمْ مُنْقَطِعَةٌ أَنْكَرَ أَوَّلًا اِغْتِرَارَهُمْ بِاللَّهِ وَبِإِهْمَالِهِ إِيَّاهُمْ حَتَّى اغْتَرُّوا، ثُمَّ أَضْرَبَ عَنْ ذَلِكَ وَأَنْكَرَ عَلَيْهِمْ مَا هُوَ أَطَمُّ مِنْهُمْ، وَهُوَ اجْتِرَاؤُهُمْ عَلَى اللَّهِ. (" فَبِي ") أَيْ: فَبِذَاتِي وَصِفَاتِي (" حَلَفْتُ لَأَبْعَثَنَّ ") مِنَ الْبَعْثِ، أَيْ: لَأُسَلِّطَنَّ، أَوْ لَأَقْضِيَنَّ (" عَلَى أُولَئِكَ ") أَيِ: الْمَوْصُوفِينَ بِمَا ذُكِرَ (" مِنْهُمْ ") أَيْ: مِمَّا بَيْنَهُمْ بِتَسْلِيطِ بَعْضِهِمْ عَلَى بَعْضٍ (" فِتْنَةً تَدَعُ الْحَلِيمَ ") أَيْ: تَتْرُكُ الْعَالِمَ الْحَازِمَ فَضْلًا عَنْ غَيْرِهِ، وَفِي بَعْضِ نُسَخِ الْمَصَابِيحِ: الْحَكِيمَ بِالْكَافِ بَدَلُ الْحَلِيمَ بِاللَّامِ، وَالْمُؤَدَّى وَاحِدٌ (" فِيهِمْ ") أَيْ: فِيمَا بَيْنَهُمْ (" حَيْرَانَ ") ، أَيْ: حَالَ كَوْنِهِ مُتَحَيِّرًا فِي الْفِتْنَةِ، لَا يَقْدِرُ عَلَى دَفْعِهَا وَلَا عَلَى الْخَلَاصِ مِنْهَا، لَا بِالْإِقَامَةِ فِيهَا وَلَا بِالْفِرَارِ مِنْهَا. قَالَ الْأَشْرَفُ: مِنْ فِي " مِنْهُمْ " يَجُوزُ أَنْ تَكُونَ لِلتَّبْيِينِ بِمَعْنَى الَّذِينَ، وَالْإِشَارَةُ إِلَى الرِّجَالِ، وَتَقْدِيرُهُ عَلَى أُولَئِكَ الَّذِينَ يَخْتِلُونَ الدُّنْيَا بِالدِّينِ، وَأَنْ يُجْعَلَ مُتَعَلِّقًا بِالْفِتْنَةِ، أَيْ: لَأَبْعَثَنَّ عَلَى الرِّجَالِ الَّذِينَ يَخْتِلُونَ الدُّنْيَا بِالدِّينِ فِتْنَةً نَاشِئَةً مِنْهُمْ. (رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ) .

<<  <  ج: ص:  >  >>