للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

٥٣٨٧ - وَعَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا - قَالَ: «أَشْرَفَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَلَى أُطُمٍ مِنْ آطَامِ الْمَدِينَةِ، فَقَالَ: " هَلْ تَرَوْنَ مَا أَرَى؟ " قَالُوا: لَا. قَالَ: " فَإِنِّي لَأَرَى الْفِتَنَ تَقَعُ خِلَالَ بُيُوتِكُمْ كَوَقْعِ الْمَطَرِ» ". مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.

ــ

٥٣٨٧ - (وَعَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ) : صَحَابِيَّانِ (قَالَ: أَشْرَفَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -) أَيِ: اطَّلَعَ (عَلَى أُطُمٍ) بِضَمَّتَيْنِ، أَيْ: شَاهِقِ جَبَلٍ أَوْ حِصْنٍ أَوْ بِنَاءٍ مُرْتَفِعٍ، (مِنْ آطَامِ الْمَدِينَةِ) بِمَدِّ أَوَّلِهِ: جَمْعُ الْأُطْمِ (فَقَالَ: " هَلْ تَرَوْنَ مَا أَرَى؟ ") أَيْ: مِنَ الْأَشْيَاءِ الظَّاهِرَةِ مِنْهُ الْمُرْتَفِعَةِ عَنْهُ (قَالُوا: لَا. قَالَ: " فَإِنِّي لَأَرَى الْفِتَنَ تَقَعُ ") أَيْ: مِنْهُ (" خِلَالَ بُيُوتِكُمْ ") أَيْ: وَسَطَهَا (" كَوَقْعِ الْمَطَرِ ") وَالْمَعْنَى: أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى أَرَى نَبِيَّهُ - صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حِينَ رَأَى ذَلِكَ الْأُطْمَ، أَوْ حِينَ صَعِدَهُ اقْتِرَابَ الْفِتَنِ لِيُخْبِرَ بِهَا أُمَّتَهُ، فَيَكُونُوا عَلَى حَذَرٍ، وَيَعْرِفُوا أَنَّهَا مَنْ قَدَرٍ، وَيَعُدُّوا مَعْرِفَتَهَا مِنْ مُعْجِزَاتِهِ - صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ الطِّيبِيُّ - رَحِمَهُ اللَّهُ - قَوْلُهُ: (تَقَعُ) يُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ مَفْعُولًا ثَانِيًا، وَالْأَقْرَبُ إِلَى الذَّوْقِ أَنْ يَكُونَ حَالًا، وَالرُّؤْيَةُ بِمَعْنَى النَّظَرِ، أَيْ: كُشِفَ لِي فَأُبْصِرُهَا عِيَانًا (مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ) ، وَفِي الْجَامِعِ بِرِوَايَةِ أَحْمَدَ وَالشَّيْخَيْنِ عَنْ أُسَامَةَ بِلَفْظِ: هَلْ تَرَى مَا أَرَى، إِنِّي لَأَرَى مَوَاقِعَ الْفِتَنِ خِلَالَ بُيُوتِكُمْ كَمَوَاقِعِ الْمَطَرِ.

<<  <  ج: ص:  >  >>