٥٤٠٠ - وَعَنْ أُمِّ مَالِكٍ الْبَهْزِيَّةِ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا - قَالَتْ: «ذَكَرَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِتْنَةً فَقَرَّبَهَا، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! مَنْ خَيْرُ النَّاسِ فِيهَا؟ قَالَ: " رَجُلٌ فِي مَاشِيَتِهِ يُؤَدِّي حَقَّهَا، وَيَعْبُدُ رَبَّهُ، وَرَجُلٌ أَخَذَ بِرَأْسِ فَرَسِهِ يُخِيفُ الْعَدُوَّ وَيُخَوِّفُونَهُ» ". رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ.
ــ
٥٤٠٠ - (وَعَنْ أُمِّ مَالِكٍ الْبَهْزِيَّةِ) بِفَتْحِ الْمُوَحَّدَةِ وَسُكُونِ الْهَاءِ وَبِالزَّايِ وَيَاءِ النِّسْبَةِ، قَالَ الْمُؤَلِّفُ: لَهَا صُحْبَةٌ وَرِوَايَةٌ وَهِيَ حِجَازِيَّةٌ، رَوَى عَنْهَا طَاوُسٌ وَمَكْحُولٌ، (قَالَتْ: ذَكَرَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِتْنَةً فَقَرَّبَهَا) بِتَشْدِيدِ الرَّاءِ أَيْ: فَعَدَّهَا قَرِيبَةَ الْوُقُوعِ.
قَالَ الْأَشْرَفُ: مَعْنَاهُ وَصَفَهَا لِلصَّحَابَةِ وَصْفًا بَلِيغًا فَإِنَّ مَنْ وَصَفَ عِنْدَ أَحَدٍ وَصْفًا بَلِيغًا، فَكَأَنَّهُ قَرَّبَ ذَلِكَ الشَّيْءَ إِلَيْهِ، (قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! مَنْ خَيْرُ النَّاسِ فِيهَا؟ قَالَ: " رَجُلٌ فِي مَاشِيَتِهِ ") أَيْ: مِنَ الْغَنَمِ وَنَحْوِهَا، (" يُؤَدِّي حَقَّهَا ") أَيْ: مِنَ الزَّكَاةِ وَغَيْرِهَا (" وَيَعْبُدُ رَبَّهُ ") ; لِقَوْلِهِ تَعَالَى جَلَّ جَلَالُهُ وَلَا إِلَهَ غَيْرُهُ: {فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ} [الذاريات: ٥٠] ، وَقَوْلِهِ: {وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلًا} [المزمل: ٨] ; وَقَوْلِهِ: {وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ} [هود: ١٢٣] ، (وَرَجُلٌ آخِذٌ ") بِصِيغَةِ اسْمِ الْفَاعِلِ أَيْ: مَاسِكٌ (" بِرَأْسِ فَرَسِهِ يُخِيفُ الْعَدُوَّ ") : مِنَ الْإِخَافَةِ بِمَعْنَى التَّخْوِيفِ، أَيْ: يُخَوِّفُ الْكُفَّارَ (" وَيُخَوِّفُونَهُ ") . قَالَ الْمُظْهِرُ: يَعْنِي رَجُلٌ هَرَبَ مِنَ الْفِتَنِ وَقِتَالِ الْمُسْلِمِينَ، وَقَصَدَ الْكُفَّارَ يُحَارِبُهُمْ وَيُحَارِبُونَهُ، يَعْنِي فَيَبْقَى سَالِمًا مِنَ الْفِتْنَةِ وَغَانِمًا لِلْأَجْرِ وَالْمَثُوبَةِ. (رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ) .
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute