إِسْمَاعِيلَ، وَهُمُ الْعَرَبُ أَوْ غَيْرُهُمْ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، وَاقْتَصَرَ عَلَى ذِكْرِهِمْ تَغْلِيبًا لَهُمْ عَلَى مَنْ سِوَاهُمْ، وَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ الْأَمْرُ مُخْتَصًّا بِهِمْ، (" فَإِذَا جَاءُوهَا ") أَيِ: الْمَدِينَةَ (" نَزَلُوا ") أَيْ: حَوَالَيْهَا مُحَاصِرِينَ أَهْلَهَا (" فَلَمْ يُقَاتِلُوا بِسِلَاحٍ، وَلَمْ يَرْمُوا بِسَهْمٍ ") : تَخْصِيصٌ بَعْدَ تَعْمِيمٍ لِتَأْكِيدِ إِفَادَةِ عُمُومِ النَّفْيِ، (" قَالُوا ") : اسْتِئْنَافٌ أَوْ حَالٌ (" لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ، فَيَسْقُطُ ") بِصِيغَةِ الْمُضَارِعِ (أَحَدُ جَانِبَيْهَا أَيْ: أَحَدُ طَرَفَيْ سُورِ الْمَدِينَةِ (قَالَ ثَوْرُ بْنُ يَزِيدَ الرَّاوِي) ، قَالَ الْمُؤَلِّفُ فِي فَصْلِ التَّابِعِينَ: هُوَ كَلَاعِيٌّ شَامِيٌّ حِمْصِيٌّ، سَمِعَ خَالِدَ بْنَ مَعْدَانَ، رَوَى عَنْهُ الثَّوْرِيُّ وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، لَهُ ذِكْرٌ فِي بَابِ الْمَلَاحِمَ.
(لَا أَعْلَمْهُ) أَيْ: لَا أَظُنُّ أَبَا هُرَيْرَةَ (إِلَّا قَالَ: " الَّذِي فِي الْبَحْرِ ") : أَحَدُ جَانِبَيْهَا الَّذِي فِي الْبَحْرِ، وَالْمَعْنَى: لَكِنِّي لَا أَجْزِمُهُ، وَيُمْكِنُ أَنْ يَكُونَ هَذَا مِنْهُ رَدًّا عَلَى مَنْ نَازَعَهُ مِمَّنْ سَمِعَ الْحَدِيثَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ بِغَيْرِ هَذَا الْقَيْدِ، وَبِهَذَا يَنْدَفِعُ مَا قَالَ الطِّيبِيُّ - رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى.
هَذَا إِشَارَةٌ إِلَى أَنَّ مَا وَقَعَ فِي نُسَخِ الْمَصَابِيحِ مِنْ قَوْلِهِ: الَّذِي فِي الْبَحْرِ مُدْرَجٌ مِنْ قَوْلِ الرَّاوِي.
(" ثُمَّ يَقُولُونَ ") أَيِ: الْمُسْلِمُونَ (" الثَّانِيَةَ ") أَيِ: الْكَرَّةَ الثَّانِيَةَ (" لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ، فَسَقَطَ ") : بِصِيغَةِ الْمَاضِي تَفَنُّنًا وَتَحَقُّقًا (" جَانِبُهَا الْآخَرُ ") أَيِ: الَّذِي فِي الْبَرِّ (" ثُمَّ يَقُولُونَ الثَّالِثَةَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ، فَيُفَرَّجُ ") : بِتَشْدِيدِ الرَّاءِ الْمَفْتُوحَةِ أَيْ: فَيُفْتَحُ (" لَهُمْ ") ، وَالظَّرْفُ نَائِبُ الْفَاعِلِ، (" فَيَدْخُلُونَهَا فَيَغْنَمُونَ ") أَيْ: مَا فِيهَا (" فَبَيْنَمَا هُمْ يَقْتَسِمُونَ الْمَغَانِمَ ") أَيْ: يُرِيدُونَ الِاقْتِسَامَ وَيَشْرَعُونَ فِيهِ (" إِذْ جَاءَهُمُ الصَّرِيخُ، فَقَالَ: إِنَّ الدَّجَّالَ قَدْ خَرَجَ، فَيَتْرُكُونَ كُلَّ شَيْءٍ ") أَيْ: مِنَ الْمَغَانِمِ وَغَيْرِهَا مِنَ الْأَنْفَالِ (وَيَرْجِعُونَ) أَيْ: سَرِيعًا لِمُقَابَلَةِ الدَّجَّالِ، وَمُسَاعَدَةِ الْأَهْلِ وَالْعِيَالِ. (رَوَاهُ مُسْلِمٌ) .
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute