٥٤٩٧ - وَعَنْ نَافِعٍ، قَالَ: «لَقِيَ ابْنُ عُمَرَ ابْنَ صَيَّادٍ فِي بَعْضِ طُرُقِ الْمَدِينَةِ، فَقَالَ لَهُ قَوْلًا أَغْضَبَهُ، فَانْتَفَخَ حَتَّى مَلَأَ السِّكَّةَ، فَدَخَلَ ابْنُ عُمَرَ عَلَى حَفْصَةَ وَقَدْ بَلَغَهَا، فَقَالَتْ لَهُ: رَحِمَكَ اللَّهُ مَا أَرَدْتَ مِنِ ابْنِ صَيَّادٍ؟ أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: " إِنَّمَا يَخْرُجُ مِنْ غَضْبَةٍ يَغْضَبُهَا» ". رَوَاهُ مُسْلِمٌ.
ــ
٥٤٩٧ - (وَعَنْ نَافِعٍ قَالَ: لَقِيَ ابْنُ عُمَرَ ابْنَ صَيَّادٍ) أَيْ: رَآهُ (فِي بَعْضِ طُرُقِ الْمَدِينَةِ، فَقَالَ) أَيِ ابْنُ عُمَرَ لَهُ (قَوْلًا أَغْضَبُهُ) أَيِ: الْقَوْلُ مَجَازًا، أَوِ ابْنُ عُمَرَ، (فَانْتَفَخَ) أَيْ: صَارَ ذَا نَفْخٍ مِنَ الْغَضَبِ (حَتَّى مَلَأَ) أَيْ: جَسَدُهُ الْمُنْتَفِخُ (السِّكَّةَ) : بِكَسْرٍ فَتَشْدِيدٍ أَيِ: الطَّرِيقَ (فَدَخَلَ ابْنُ عُمَرَ عَلَى حَفْصَةَ) : وَهِيَ أُخْتُهُ أُمُّ الْمُؤْمِنِينَ (وَقَدْ بَلَغَهَا) أَيْ: وَقَدْ وَصَلَ إِلَيْهَا مَا جَرَى بَيْنَهُمَا، (فَقَالَتْ لَهُ) أَيْ: لِأَخِيهَا (رَحِمَكَ اللَّهُ) : جُمْلَةٌ دُعَائِيَّةٌ دَالَّةٌ عَلَى جَوَازِ مِثْلِهَا لِلْأَحْيَاءِ، وَإِنْ كَانَ الْعُرْفُ الْآنَ عَلَى خِلَافِ ذَلِكَ (مَا أَرَدْتَ) : مَا: اسْتِفْهَامٌ مَفْعُولُ أَرَدْتَ، أَيْ: أَيُّ شَيْءٍ قَصَدْتَ (مِنِ ابْنِ صَيَّادٍ) ؟ أَيْ: حَيْثُ أَغْضَبْتَهُ فِي الْكَلَامِ (أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: " إِنَّمَا يَخْرُجُ ") أَيِ: الدَّجَّالُ حِينَ يَخْرُجُ (" مِنْ غَضْبَةٍ ") : بِسُكُونِ الضَّادِ الْمُعْجَمَةِ أَيْ: مِنْ مَرَّةٍ وَاحِدَةٍ مِنَ الْغَضَبِ (" يَغْضَبُهَا ") : الْجُمْلَةُ فِي مَوْضِعِ الْجَرِّ وَالضَّمِيرُ فِي مَوْضِعِ النَّصْبِ، أَيْ: أَنَّهُ يَغْضَبُ غَضْبَةً فَيَخْرُجُ بِسَبَبِ غَضَبِهِ فَيَدَّعِي النُّبُوَّةَ ; فَلَا تُغْضِبْهُ يَا عَبْدَ اللَّهِ وَلَا تَتَكَلَّمْ مَعَهُ كَيْلَا يَخْرُجَ فَتَظْهَرَ الْفِتَنُ. ذَكَرَهُ الطِّيبِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ. وَقَالَ الْمُظْهِرُ: يَعْنِي إِنَّمَا يَخْرُجُ الدَّجَّالُ حِينَ يَغْضَبُ. (رَوَاهُ مُسْلِمٌ) .
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute