٥٥٢٣ - وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " «يَطْوِي اللَّهُ السَّمَاوَاتِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، ثُمَّ يَأْخُذُهُنَّ بِيَدِهِ الْيُمْنَى، ثُمَّ يَقُولُ: أَنَا الْمَلِكُ أَيْنَ الْجَبَّارُونَ؟ أَيْنَ الْمُتَكَبِّرُونَ؟ ثُمَّ يَطْوِي الْأَرَضِينَ بِشِمَالِهِ - وَفِي رِوَايَةٍ: " يَأْخُذُهُنَّ ثُمَّ يَأْخُذُهُنَّ بِيَدِهِ الْأُخْرَى " - ثُمَّ يَقُولُ: أَنَا الْمَلِكُ، أَيْنَ الْجَبَّارُونَ؟ أَيْنَ الْمُتَكَبِّرُونَ "؟ .» رَوَاهُ مُسْلِمٌ.
ــ
٥٥٢٣ - (وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَطْوِي اللَّهُ السَّمَاوَاتِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، ثُمَّ يَأْخُذُهُنَّ بِيَدِهِ الْيُمْنَى، ثُمَّ يَقُولُ: أَنَا الْمَلِكُ، أَيْنَ الْجَبَّارُونَ» ) ؟ أَيِ: الظَّلَمَةُ الْقَهَّارُونَ (أَيْنَ الْمُتَكَبِّرُونَ) ؟ أَيْ: بِمَالِهِمْ وَجَاهِهِمْ وَخَيْلِهِمْ وَحَشَمِهِمْ، لَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ حُفَاةً عُرَاةً غُرْلًا، (ثُمَّ يَطْوِي الْأَرَضِينَ) : بِفَتْحِ الرَّاءِ وَتُسَكَّنُ (بِشِمَالِهِ - وَفِي رِوَايَةٍ: يَأْخُذُهُنَّ) أَيْ: بَدَلَ يَطْوِي، فَالتَّقْدِيرُ: ثُمَّ يَأْخُذُهُنَّ (بِيَدِهِ الْأُخْرَى) ، هَذِهِ الرِّوَايَةُ أَوْفَقُ بِحَدِيثِ: وَكِلْتَا يَدَيْهِ يَمِينٌ، وَضَمِيرُهُنَّ إِلَى الْأَرَضِينَ بِقَرِينَةِ ذِكْرِ السَّمَاوَاتِ، وَيَحْتَمِلُ أَنَّ الْمُصَنِّفَ نَقَلَ بِالْمَعْنَى، وَأَنَّ لَفْظَ الرِّوَايَةِ ثُمَّ يَأْخُذُ الْأَرَضِينَ بِيَدِهِ الْأُخْرَى، (ثُمَّ يَقُولُ: أَنَا الْمَلِكُ، أَيْنَ الْجَبَّارُونَ؟ أَيْنَ الْمُتَكَبِّرُونَ؟) فَيُنْظَرُ فِي الْأُصُولِ لِطَلَبِ الْأَحْرَى. قَالَ أَصْحَابُ التَّأْوِيلِ: الْمُرَادُ بِالْيَدِ الْيُمْنَى وَالشِّمَالُ الْقُدْرَةُ، وَالْمُرَادُ مِنَ الطَّيِّ التَّسْخِيرُ التَّامُّ وَالْقَهْرُ الْكَامِلُ، وَهُوَ كَذَلِكَ الْآنَ أَيْضًا، وَلَكِنْ فِي الْقِيَامَةِ يَكُونُ أَظْهَرَ، وَنَسَبَ طَيَّ السَّمَاوَاتِ إِلَى الْيَمِينِ وَطَيَّ الْأَرَضِينَ إِلَى الشِّمَالِ ; تَنْبِيهًا لِمَا بَيْنَهُمَا مِنَ الْمَقْبُوضَيْنِ مِنَ التَّفَاوُتِ، بَعْدَ أَنْ نَزَّهَ ذَاتَهُ سُبْحَانَهُ مِنْ نِسْبَةِ الشِّمَالِ إِلَيْهِ بِقَوْلِهِ: وَكِلْتَا يَدَيْهِ يَمِينٌ ; لِأَنَّ الشِّمَالَ نَاقِصٌ فِي الْقُوَّةِ عَادَةً، وَاللَّهُ مُنَزَّهٌ عَنِ النُّقْصَانِ، وَعَنْ سَائِرِ صِفَاتِ الْحَدَثَانِ. (رَوَاهُ مُسْلِمٌ) .
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute