للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٥٥٧١ - وَعَنْ سَهْلٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " «إِنِّي فَرَطُكُمْ عَلَى الْحَوْضِ، مَنْ مَرَّ عَلَيَّ شَرِبَ، وَمَنْ شَرِبَ لَمْ يَظْمَأْ أَبَدًا، لَيَرِدَنَّ عَلَيَّ أَقْوَامٌ أَعْرِفُهُمْ وَيَعْرِفُونَنِي، ثُمَّ يُحَالُ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ، فَأَقُولُ: إِنَّهُمْ مِنِّي، فَيُقَالُ: إِنَّكَ لَا تَدْرِي مَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ؟ فَأَقُولُ: سُحْقًا سُحْقًا لِمَنْ غَيَّرَ بَعْدِي» ". مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.

ــ

٥٥٧١ - (وَعَنْ سَهْلٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنِّي فَرَطُكُمْ) : بِفَتْحَتَيْنِ أَيْ سَابِقُكُمْ وَمُقَدَّمُكُمْ (عَلَى الْحَوْضِ) ، قَالَ النَّوَوِيُّ - رَحِمَهُ اللَّهُ: الْفَرَطُ بِفَتْحِ الْفَاءِ وَالرَّاءِ وَهُوَ الْفَارِطُ الَّذِي يَتَقَدَّمُ الْوِرَادَ ; يُصْلِحُ لَهُمُ الْحِيَاضَ وَالدِّلَاءَ وَالْأَرْشِيَةَ وَغَيْرَهَا مِنْ أُمُورِ الِاسْتِقَاءِ، فَمَعْنَاهُ: أَنَا سَابِقُكُمْ إِلَى الْحَوْضِ كَالْمُهَيِّئِ لَكُمْ (مَنْ مَرَّ عَلَيَّ شَرِبَ، وَمَنْ شَرِبَ لَمْ يَظْمَأْ أَبَدًا) ، قَالَ الْقَاضِي - رَحِمَهُ اللَّهُ: ظَاهِرُ هَذَا الْحَدِيثِ يَدُلُّ عَلَى أَنَّ الشُّرْبَ مِنْهُ يَكُونُ بَعْدَ الْحِسَابِ وَالنَّجَاةِ مِنَ النَّارِ، (لَيَرِدَنَّ) : مِنَ الْوُرُودِ، أَيْ: لَيَمُرَّنَّ (عَلَيَّ أَقْوَامٌ) : أَيْ جَمَاعَاتٌ (أَعْرِفُهُمْ وَيَعْرِفُونَنِي) ، قِيلَ: لَعَلَّ هَؤُلَاءِ، هُمُ الَّذِينَ ذَكَرَهُمْ ; حَيْثُ قَالَ: أَصْحَابِي (ثُمَّ يُحَالُ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ، فَأَقُولُ: إِنَّهُمْ مِنِّي) أَيْ: مِنْ أُمَّتِي أَوْ مِنْ أَصْحَابِي (فَيُقَالُ: إِنَّكَ لَا تَدْرِي مَاذَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ) أَيْ: مِنَ الِارْتِدَادِ، فَإِنَّ سَائِرَ الْمَعَاصِي لَا تَمْنَعُ الْمُؤْمِنَ مِنْ وُرُودِ الْحَوْضِ وَالشُّرْبِ مِنْ مَائِهِ، وَيَدُلُّ عَلَيْهِ أَيْضًا قَوْلُهُ: (فَأَقُولُ: سُحْقًا) : بِضَمٍّ فَسُكُونٍ وَيُضَمَّانِ (سُحْقًا) : كُرِّرَ لِلتَّأْكِيدِ، أَيْ: بُعْدًا وَهَلَاكًا وَنَصْبُهُمَا عَلَى الْمَصْدَرِ، وَالْجُمْلَةُ دُعَاءٌ بِالْعَذَابِ (لِمَنْ غَيَّرَ) أَيْ: دِينَهُ (بَعْدِي) أَيْ: بَعْدَ مَوْتِي، أَوْ بَعْدَ قَبُولِ دِينِي وَالدُّخُولِ فِي أُمَّتِي. (مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ) .

<<  <  ج: ص:  >  >>