للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

إِلَيْهِ، فَإِنَّ الْبَاءَ بِمَعْنَى (إِلَى) عَلَى مَا فِي الْقَامُوسِ كَقَوْلِهِ تَعَالَى: (وَقَدْ أَحْسَنَ بِي) أَيْ: إِلَيَّ، فَالْمَعْنَى: أَعْرَفُ وَأَكْثَرُ هِدَايَةً إِلَى مَنْزِلِهِ (فِي الْجَنَّةِ مِنْهُ بِمَنْزِلِهِ كَانَ لَهُ فِي الدُّنْيَا) ، وَقَالَ الطِّيبِيُّ - رَحِمَهُ اللَّهُ: هُدًى لَا يَهْدِي بِالْبَاءِ، بَلْ بِاللَّامِ وَإِلَى، فَالْوَجْهُ أَنْ يَضْمَنَ مَدَى اللُّصُوقِ، أَيْ: أُلْصِقَ بِمَنْزِلِهِ هَادِيًا إِلَيْهِ، وَفِي مَعْنَاهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمَانِهِمْ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ} [يونس: ٩] أَيْ: يَهْدِيهِمْ فِي الْآخِرَةِ بِنُورِ إِيمَانِهِمْ إِلَى طَرِيقِ الْجَنَّةِ، فَجَعَلَ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ بَيَانًا لَهُ وَتَفْسِيرًا ; لِأَنَّ التَّمَسُّكَ بِسَبَبِ السَّعَادَةِ كَالْوُصُولِ إِلَيْهَا. (رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ) .

<<  <  ج: ص:  >  >>