٥٦١٣ - وَعَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " «مَوْضِعُ سَوْطٍ فِي الْجَنَّةِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا» ". مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
ــ
٥٦١٣ - (وَعَنْهُ) أَيْ: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - (قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (مَوْضِعُ سَوْطٍ فِي الْجَنَّةِ) : أُرِيدَ بِهِ قَدْرٌ قَلِيلٌ مِنْهَا أَوْ مِقْدَارُ مَوْضِعِهِ فِيهَا (خَيْرٌ) أَيْ: كَمِّيَّةً وَكَيْفِيَّةً (مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا) : لِأَنَّ الْجَنَّةَ مَعَ نَعِيمِهَا بَاقِيَةٌ وَالدُّنْيَا مَعَ مَا فِيهَا فَانِيَةٌ. قَالَ ابْنُ الْمَلَكِ: سِوَى كَلَامِ اللَّهِ تَعَالَى وَصِفَاتِهِ وَجَمِيعِ أَنْبِيَائِهِ انْتَهَى. وَغَرَابَةُ اسْتِثْنَائِهِ مِمَّا لَا يَخْفَى، ثُمَّ قَالَ: وَمَا هُوَ بَاقٍ لَا يُوَازِنُهُ مَا هُوَ فِي مَعْرِضِ الْفَنَاءِ، قُلْتُ: فَلَفْظُ خَيْرٍ لِمُجَرَّدِ الزِّيَادَةِ. وَقَالَ التُّورِبِشْتِيُّ - رَحِمَهُ اللَّهُ -: إِنَّمَا خَصَّ السَّوْطَ بِالذِّكْرِ لِأَنَّ مِنْ شَأْنِ الرَّاكِبِ إِذَا أَرَادَ النُّزُولَ فِي مَنْزِلٍ أَنْ يُلْقِيَ سَوْطَهُ قَبْلَ أَنْ يَنْزِلَ مُعَلِّمًا بِذَلِكَ الْمَكَانَ الَّذِي يُرِيدُهُ؛ لِئَلَّا يَسْبِقَهُ أَحَدٌ إِلَيْهِ. (مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ) . وَفِي الْجَامِعِ: رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ، وَالتِّرْمِذِيُّ، وَابْنُ مَاجَهْ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ، وَالتِّرْمِذِيُّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، فَقَوْلُ الْمُؤَلِّفِ: مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ مَحَلُّ تَوَقُّفٍ مِنْ وَجْهَيْنِ. وَفِي الْجَامِعِ: ( «لَقَيْدُ سَوْطِ أَحَدِكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ خَيْرٌ مِمَّا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ» ) رَوَاهُ أَحْمَدُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute