(قَالَ) ، أَيْ: أَبُو هُرَيْرَةَ (فَأَكَلُوا) ، أَيْ: جَمِيعُ الْعَسْكَرِ (حَتَّى شَبِعُوا وَفَضَلَتْ) : بِفَتْحِ الضَّادِ وَيُكْسَرُ أَيْ: زَادَتْ (فَضْلَةٌ) : بِالرَّفْعِ أَيْ زِيَادَةٌ كَثِيرَةٌ، فَفِي الْقَامُوسِ: الْفَضْلُ ضِدَّ النَّقْصِ، وَقَدْ فَضَلَ كَنَصَرَ وَكَرُمَ وَالْجَمْعُ فُضُولٌ (فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنِّي رَسُولُ اللَّهِ) : فِيهِ إِيمَاءٌ إِلَى أَنَّ رُؤْيَةَ الْمُعْجِزَاتِ سَبَبُ زِيَادَةِ الْيَقِينِ فِي الْمُعْتَقَدَاتِ (لَا يَلْقَى اللَّهَ بِهِمَا) ، أَيْ: بِالشَّهَادَتَيْنِ (عَبْدٌ) : قَالَ الطِّيبِيُّ: يَجُوزُ أَنْ تَكُونَ الْبَاءُ فِيهِ سَبَبِيَّةً أَوِ اسْتِعَانَةً أَوْ حَالًا، وَقَدْ جِيءَ بِالْجُمْلَةِ اسْتِطْرَادًا أَوِ اسْتِبْشَارًا لِلْأُمَّةِ وَقَوْلُهُ: (غَيْرُ شَاكٍّ) : مَرْفُوعٌ صِفَةُ عَبْدٍ. قُلْتُ: وَفِي نُسْخَةٍ مَنْصُوبٌ عَلَى الِاسْتِثْنَاءِ أَوِ الْحَالِ (فَيُحْجَبَ) : بِالنَّصْبِ وَفِي نُسْخَةٍ بِالرَّفْعِ أَيْ: فَيُمْنَعَ (عَنِ الْجَنَّةِ) : قَالَ شَارِحٌ: فَيُحْجَبَ بِالنَّصْبِ بِإِضْمَارِ أَنْ فِي جَوَابِ النَّفْيِ وَهُوَ لَا يَلْقَى اهـ. قَالَ ابْنُ الْمَلَكِ: وَالْمَعْنَى مَنْ يَلْقَى اللَّهَ بِالشَّهَادَتَيْنِ مِنْ غَيْرِ تَرَدُّدٍ وَلَا شَكٍّ فَلَا يُحْجَبُ عَنِ الْجَنَّةِ أَبَدًا. وَقَالَ الطِّيبِيُّ: فَيُحْجَبُ مَرْفُوعٌ عَطْفًا عَلَى الْجُمْلَةِ السَّابِقَةِ، وَالنَّفْيُ مُنْصَبٌّ عَلَيْهِمَا مَعًا (رَوَاهُ مُسْلِمٌ) . وَكَذَا الْبُخَارِيُّ نَحْوَهُ عَنْ سَلَمَةَ.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute