٥٩٥٢ - وَعَنْ أَبِي خَلْدَةَ، قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي الْعَالِيَةِ: سَمِعَ أَنَسٌ مِنَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -؟ قَالَ: خَدَمَهُ عَشْرَ سِنِينَ، وَدَعَا لَهُ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَكَانَ لَهُ بُسْتَانٌ يَحْمِلُ فِي كُلِّ سَنَةٍ الْفَاكِهَةَ مَرَّتَيْنِ، وَإِنَّ فِيهَا رَيْحَانٌ يَجِيءُ مِنْهُ رِيحُ الْمِسْكِ. رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ، وَقَالَ: هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ.
ــ
٥٩٥٢ - (وَعَنْ أَبِي خَلْدَةَ) : بِفَتْحِ الْمُعْجَمَةِ وَسُكُونِ اللَّامِ قَالَ الْمُؤَلِّفُ: هُوَ خَالِدُ بْنُ دِينَارٍ التَّمِيمِيُّ السَّعْدِيُّ الْبَصْرِيُّ الْخَيَّاطُ مِنَ الْخِيَاطَةِ مِنْ ثِقَاتِ التَّابِعِينَ، رَوَى عَنْ أَنَسٍ، وَعَنْهُ وَكِيعٌ وَغَيْرُهُ. (قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي الْعَالِيَةِ) : قَالَ الْمُؤَلِّفُ: اسْمُهُ رَفِيعُ بْنُ مِهْرَانَ الرَّبَاحِيُّ مَوْلَاهُمُ الْبَصْرِيُّ، رَأَى الصِّدِّيقَ، وَرَوَى عَنْ عُمَرَ، وَأُبَيٍّ، وَعَنْهُ عَاصِمٌ الْأَحْوَلُ وَغَيْرُهُ. قَالَتْ حَفْصَةُ بِنْتُ سِيرِينَ، كَانَ يَقُولُ: قَرَأْتُ عَلَى عُمَرَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، أَدْرَكَ زَمَنَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بَعْدَ سَنَتَيْنِ مِنْ وَفَاتِهِ، تُوُفِّيَ سَنَةَ تِسْعِينَ (سَمِعَ أَنَسٌ) : بِحَذْفِ هَمْزَةِ الِاسْتِفْهَامِ أَيْ: أَسَمِعَ أَحَادِيثَ (مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) ، أَيْ: بِلَا وَاسِطَةٍ يَرْوِيهَا أَوَّلُهُ مَرَاسِيلُ مِنَ الصَّحَابَةِ، مَعَ أَنَّهَا حُجَّةٌ اتِّفَاقًا، وَكَأَنَّهُ بَعْدَ وَفَاتِهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - تَرَدَّدَ بَعْضُ النَّاسِ فِيهِ (قَالَ) ، أَيْ: أَبُو الْعَالِيَةِ (خَدَمَهُ) ، أَيْ: خَدَمَ أَنَسٌ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - (عَشْرَ سِنِينَ) ، أَيْ: وَعُمُرُهُ عَشْرُ سِنِينَ (وَدَعَا لَهُ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) ، أَيْ: بِالْبَرَكَةِ (فِي عُمُرِهِ وَوَلَدِهِ وَمَالِهِ) : فَهُوَ آخِرُ مَنْ مَاتَ بِالْبَصْرَةِ مِنَ الصَّحَابَةِ سَنَةَ إِحْدَى وَتِسْعِينَ، وَلَهُ مِنَ الْعُمُرِ مِائَةٌ وَثَلَاثُ سِنِينَ، وَيُقَالُ: إِنَّهُ وُلِدَ لَهُ مِائَةُ وَلَدٍ. (وَإِنَّ لَهُ بُسْتَانٌ يَحْمِلُ) ، أَيْ: يُثْمِرُ (فِي كُلِّ سَنَةٍ الْفَاكِهَةَ مَرَّتَيْنِ، وَكَانَ فِيهَا) ، أَيْ: فِي الْحَدِيقَةِ وَهِيَ فِي مَعْنَى الْبُسْتَانِ، وَفِي نُسْخَةٍ صَحِيحَةٍ فِيهِ أَيْ: فِي ذَلِكَ الْبُسْتَانِ (رَيْحَانٌ) : وَهُوَ نَبْتٌ مَعْرُوفٌ لَهُ رِيحٌ طَيِّبٌ (يَجِيءُ مِنْهُ رِيحُ الْمِسْكِ) . وَحَاصِلُ الْجَوَابِ أَنَّ مَنْ كَانَ لَهُ هَذِهِ الْمَنْزِلَةُ وَالصُّحْبَةُ وَطُولُ مُلَازِمَةِ الْخِدْمَةِ كَيْفَ لَا يُسْمَعُ وَلَا يُرْوَى عَنْهُ. (رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ، وَقَالَ هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ) .
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute