الْفَصْلُ الثَّالِثُ
٥٩٦٤ - وَعَنْ عَائِشَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا - قَالَتْ: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ وَهُوَ صَحِيحٌ: (إِنَّهُ لَنْ يُقَبَضَ نَبِيٌّ حَتَّى يُرَى مَقْعَدَهُ مِنَ الْجَنَّةِ ثُمَّ يُخَيَّرَ) . قَالَتْ عَائِشَةُ: فَلَمَّا نَزَلَ بِهِ، وَرَأْسُهُ عَلَى فَخِدِي غُشِيَ عَلَيْهِ، ثُمَّ أَفَاقَ، فَأَشْخَصَ بَصَرُهُ إِلَى السَّقْفِ ثُمَّ قَالَ: (اللَّهُمَّ الرَّفِيقَ الْأَعْلَى) . قُلْتُ: إِذَنْ لَا يَخْتَارُنَا. قَالَتْ: وَعَرَفْتُ أَنَّهُ الْحَدِيثُ الَّذِي كَانَ يُحَدِّثُنَا بِهِ وَهُوَ صَحِيحٌ فِي قَوْلِهِ: (إِنَّهُ لَنْ يُقْبَضَ نَبِيٌّ قَطُّ حَتَّى يُرَى مَقْعَدَهُ مِنَ الْجَنَّةِ ثُمَّ يُخَيَّرَ) قَالَتْ عَائِشَةُ: فَكَانَ آخِرُ كَلِمَةٍ تَكَلَّمَ بِهَا النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَوْلَهُ: (اللَّهُمَّ الرَّفِيقَ الْأَعْلَى) » . مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
ــ
٥٩٦٤ - (وَعَنْ عَائِشَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا - قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ، وَهُوَ صَحِيحٌ) ، أَيْ: وَالْحَالُ أَنَّهُ فِي حَالِ صِحَّتِهِ (إِنَّهُ) ، أَيِ: الشَّأْنُ (لَنْ يُقْبَضَ نَبِيٌّ) ، أَيْ: لَنْ يَمُوتَ (حَتَّى يُرَى) : مَجْهُولٌ مِنَ الْإِرَاءَةِ، وَفِي نُسْخَةٍ مَعْلُومٌ مِنَ الرُّؤْيَةِ أَيْ: يُبْصِرُ أَوْ يَعْرِفُ (مَقْعَدَهُ) ، أَيِ: الْخَاصَّ بِهِ (مِنَ الْجَنَّةِ) ، أَيْ: مِنْ مَنَازِلِهَا الْعَالِيَةِ (ثُمَّ يُخَيَّرَ) : بِالنَّصْبِ وَيُرْفَعُ أَيْ: يُجْعَلَ مُخَيَّرًا بَيْنَ قُعُودِهِ فِي الدُّنْيَا، وَبَيْنَ وُصُولِهِ إِلَى مَقْعَدِهِ فِي الْعُقْبَى. (قَالَتْ عَائِشَةُ: فَلَمَّا نَزَلَ) ، أَيِ: الْمَوْتُ يَعْنِي عَلَامَاتُهُ (بِهِ) ، أَيْ: بِالنَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - (وَرَأْسُهُ عَلَى فَخِذِي) : حَالٌ وَجَوَابُ لَمَّا قَوْلُهَا (غُشِيَ عَلَيْهِ) ، أَيْ: أُغْمِي (ثُمَّ أَفَاقَ، فَأَشْخَصَ) ، أَيْ: رَفَعَ بَصَرَهُ (إِلَى السَّقْفِ) ، أَيْ: فَإِنَّهُ جِهَةُ السَّمَاوَاتِ الْعُلَى (ثُمَّ قَالَ: (اللَّهُمَّ الرَّفِيقَ الْأَعْلَى) . أَيْ: أَخْتَارُ أَوْ أَسْأَلُكَ الرَّفِيقَ الْأَعْلَى (قُلْتُ: إِذًا) : بِالتَّنْوِينِ وَفِي نُسْخَةٍ إِذَنْ (لَا يَخْتَارُنَا) . بِالرَّفْعِ وَيُنْصَبُ (قَالَتْ: وَعَرَفْتُ أَنَّهُ) ، أَيْ: هَذَا (هُوَ الْحَدِيثُ الَّذِي كَانَ يُحَدِّثُنَا بِهِ وَهُوَ صَحِيحٌ) . قَالَ الطِّيبِيُّ، أَيْ: أَنَّ هَذَا الْقَوْلَ إِشَارَةٌ إِلَى الْحَدِيثِ الَّذِي قَالَ فِي حَالِ صِحَّتِهِ فِي قَوْلِهِ: (إِنَّهُ لَنْ يُقْبَضَ) : وَفِي نُسْخَةٍ لَمْ يُقْبَضْ (نَبِيٌّ قَطُّ) : وَهُوَ يُؤَيِّدُ النُّسْخَةَ لَكِنْ أَرَادَ بِهِ أَبَدًا (حَتَّى يُرَى مَقْعَدَهُ مِنَ الْجَنَّةِ ثُمَّ يُخَيَّرَ) . قَالَتْ عَائِشَةُ: كَانَ آخِرُ كَلِمَةٍ تَكَلَّمَ بِهَا النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَوْلَهُ) : بِالنَّصْبِ وَفِي نُسْخَةٍ بِالرَّفْعِ (اللَّهُمَّ الرَّفِيقَ الْأَعْلَى) . قَالَ السُّهَيْلِيُّ: وَأَوَّلُ كَلِمَةٍ تَكَلَّمَ بِهَا النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَهُوَ مُسْتَرْضِعٌ عِنْدَ حَلِيمَةَ: اللَّهُ أَكْبَرُ، ذَكَرَهُ ابْنُ حَجَرٍ، وَرَوَى أَنَّهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَوَّلُ مَنْ قَالَ: (بَلَى) يَوْمَ قَالَ: {أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ} [الأعراف: ١٧٢] (مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ) .
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute