للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٦٠٦٥ - وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: ( «مَا مِنْ نَبِيٍّ إِلَّا وَلَهُ وَزِيرَانِ مِنْ أَهْلِ السَّمَاءِ، وَوَزِيرَانِ مِنْ أَهْلِ الْأَرْضِ، فَأَمَّا وَزِيرَايَ مِنْ أَهْلِ السَّمَاءِ فَجِبْرِيلُ وَمِيكَائِيلُ، وَأَمَّا وَزِيرَايَ مِنْ أَهْلِ الْأَرْضِ فَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ» ) . . رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ

ــ

٦٠٦٥ - (وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: (مَا مِنْ نَبِيٍّ إِلَّا وَلَهُ وَزِيرَانِ مِنْ أَهْلِ السَّمَاءِ، وَوَزِيرَانِ مِنْ أَهْلِ الْأَرْضِ) ، الْوَزِيرُ الْمُوَازِرُ، لِأَنَّهُ يَحْمِلُ الْوِزْرَ، أَيِ: الثِّقَلَ عَنْ أَمِيرِهِ، وَالْمَعْنَى أَنَّهُ إِذَا أَصَابَهُ أَمْرٌ شَاوَرَهُمَا، كَمَا أَنَّ الْمَلِكَ إِذَا حَزَبَهُ أَمْرٌ مُشْكِلٌ شَاوَرَ وَزِيرَهُ، وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَاجْعَلْ لِي وَزِيرًا مِنْ أَهْلِي - هَارُونَ أَخِي - اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي} [طه: ٢٩ - ٣١] أَيْ: عَضُدِي لِيَحْصُلَ بِهِ نَصْرِي: {وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي} [طه: ٣٢] أَيْ: فِي تَدْبِيرِ أَمْرِي. {كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيرًا - وَنَذْكُرَكَ كَثِيرًا} [طه: ٣٣ - ٣٤] فَإِنَّ الْهَيْئَةَ الِاجْتِمَاعِيَّةَ لَهَا بَرَكَةٌ كَثِيرَةٌ فِي الْعِبَادَاتِ الْإِلَهِيَّةِ. (فَأَمَّا وَزِيرَايَ مِنْ أَهْلِ السَّمَاءِ فَجِبْرِيلُ وَمِيكَائِيلُ) فِيهِ دَلَالَةٌ ظَاهِرَةٌ عَلَى فَضْلِهِ - صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ - عَلَى جِبْرِيلَ وَمِيكَائِيلَ - عَلَيْهِمَا السَّلَامُ - كَمَا أَنَّ فِيهِ إِيمَاءً إِلَى تَفْضِيلِ جِبْرِيلَ عَلَى مِيكَائِيلَ. (وَأَمَّا وَزِيرَايَ مِنْ أَهْلِ الْأَرْضِ فَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ) . فِيهِ دَلَالَةٌ ظَاهِرَةٌ عَلَى فَضْلِهِمَا عَلَى غَيْرِهِمَا مِنَ الصَّحَابَةِ وَهُمْ أَفْضَلُ الْأُمَّةِ، وَعَلَى أَنَّ أَبَا بَكْرٍ أَفْضَلُ مِنْ عُمَرَ، لِأَنَّ الْوَاوَ وَإِنْ كَانَتْ لِمُطْلَقِ الْجَمْعِ، وَلَكِنَّ تَرَتُّبَهُ فِي لَفْظِ الْحَكِيمِ لَا بُدَّ لَهُ مِنْ أَثَرٍ عَظِيمٍ. (رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ، وَقَالَ: حَسَنٌ غَرِيبٌ) .

وَرَوَاهُ الْحَاكِمُ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، وَالْحَكِيمُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ بِلَفْظِ: ( «إِنَّ لِي وَزِيرَيْنِ مِنْ أَهْلِ السَّمَاءِ، وَوَزِيرَيْنِ مِنْ أَهْلِ الْأَرْضِ، فَوَزِيرَايَ مِنْ أَهْلِ السَّمَاءِ جِبْرِيلُ وَمِيكَائِيلُ، وَوَزِيرَايَ مِنْ أَهْلِ الْأَرْضِ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ» ) وَرَوَى ابْنُ عَسَاكِرَ عَنْ أَبِي ذَرٍّ وَلَفْظُهُ: ( «إِنَّ لِكُلِّ نَبِيٍّ وَزِيرَيْنِ، وَوَزِيرَايَ وَصَاحِبَايَ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ» ) . وَأَخْرَجَ الْحَافِظُ أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ نُعَيْمٍ الْبَصْرِيُّ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: «دَخَلْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَأَبُو بَكْرٍ عَنْ يَمِينِهِ وَعُمَرُ عَنْ يَسَارِهِ قَالَ: فَمَدَّ يَدَهُ الْمُبَارَكَةَ بَيْنَ كَتِفَيْ أَبِي بَكْرٍ، وَمَدَّ يَسَارَهُ بَيْنَ كَتِفَيْ عُمَرَ، ثُمَّ قَالَ، لَهُمَا: (أَنْتُمَا وَزِيرَايَ فِي الدُّنْيَا، وَأَنْتُمَا وَزِيرَايَ فِي الْآخِرَةِ، هَكَذَا تَنْشَقُّ الْأَرْضُ عَنِّي وَعَنْكُمَا، وَهَكَذَا أَزُورُ وَأَنْتُمَا رَبَّ الْعَالَمِينَ) » . وَعَنِ الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ قَالَ: مَكْتُوبٌ عَلَى سَاقِ الْعَرْشِ، أَوْ فِي سَاقِ الْعَرْشِ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ، وَزِيرَاهُ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ وَعُمَرُ الْفَارُوقُ. أَخْرَجَهُ صَاحِبُ الدِّيبَاجِ، وَعَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: ( «إِنَّ اللَّهَ - عَزَّ وَجَلَّ - أَيَّدَنِي مِنْ أَهْلِ السَّمَاءِ بِجِبْرِيلَ وَمِيكَائِيلَ، وَمِنْ أَهْلِ الْأَرْضِ بِأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ» ) . أَخْرَجَهُ السَّمَرْقَنْدِيُّ.

<<  <  ج: ص:  >  >>