للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٦١٠٢ - وَعَنْ عَلِيٍّ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: " «فِيكَ مَثَلٌ مِنْ عِيسَى، أَبْغَضَتْهُ الْيَهُودُ حَتَّى بَهَتُوا أُمَّهُ، وَأَحَبَّتْهُ النَّصَارَى حَتَّى أَنْزَلُوهُ بِالْمَنْزِلَةِ الَّتِي لَيْسَتْ لَهُ ". ثُمَّ قَالَ: يَهْلِكُ فِيَّ رَجُلَانِ: مُحِبٌّ مُفْرِطٌ يُقَرِّظُنِي بِمَا لَيْسَ فِيَّ، وَمُبْغِضٌ يَحْمِلُهُ شَنَآنِي عَلَى أَنْ يَبْهَتَنِي» . رَوَاهُ أَحْمَدُ.

ــ

٦١٠٢ - (وَعَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ قَالَ: قَالَ لِي) ، أَيْ: مَخْصُوصًا بِهِ (النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: " فِيكَ مَثَلٌ ") ، أَيْ: فِي حَقِّكَ شَبَهٌ (" مِنْ عِيسَى ") ، أَيْ: مِنْ وِجْهَيْنِ مُتَعَارِضَيْنِ لِقَوْمَيْنِ مُتَخَالِفَيْنِ (" أَبْغَضَتْهُ الْيَهُودُ ") ، أَيْ: بُغْضًا مُفْرِطًا (" حَتَّى بَهَتُوا أُمَّهُ ") : مِنْ بَهَتَهُ كَمَنَعَهُ قَالَ عَلَيْهِ مَا لَمْ يَفْعَلْ، وَالْمَعْنَى أَنَّهُمُ افْتَرَوْا عَلَيْهَا بِأَنْ نَسَبُوهَا إِلَى الزِّنَا. (" وَأَحَبَّتْهُ النَّصَارَى ") ، أَيْ: حُبًّا بَلِيغًا (" «حَتَّى أَنْزَلُوهُ بِالْمَنْزِلَةِ الَّتِي لَيْسَتْ لَهُ» ") أَيْ: مَعَ اخْتِلَافٍ لَهُمْ فِي تِلْكَ الْمَنْزِلَةِ (ثُمَّ قَالَ) ، أَيْ: عَلِيٌّ مَوْقُوفًا (يَهْلِكُ فِيَّ) ، أَيْ: يَضِلُّ فِي حَقِّي (رَجُلَانِ) ، أَيْ: أَحَدُهُمَا رَافِضِيٌّ، وَالْآخَرُ خَارِجِيٌّ (مُحِبٌّ مُفْرِطٌ) : بِضَمٍّ فَسُكُونٍ أَيْ: مُبَالِغٌ عَنِ الْحَدِّ (يُقَرِّظُنِي) : بِكَسْرِ الرَّاءِ الْمُشَدَّدَةِ أَيْ: يَمْدَحُنِي (بِمَا لَيْسَ فِيَّ) ، أَيْ: بِتَفْضِيلِي عَلَى جَمِيعِ الصَّحَابَةِ أَوْ عَلَى الْأَنْبِيَاءِ أَوْ بِإِثْبَاتِ الْأُلُوهِيَّةِ كَطَائِفَةِ النُّصَيْرِيَّةِ. (وَمُبْغِضٌ) : وَإِنَّمَا لَمْ يَقُلْ هُنَا مُفْرِطٌ لِأَنَّ الْبُغْضَ بِأَصْلِهِ مَمْنُوعٌ بِخِلَافِ أَصْلِ الْحُبِّ فَإِنَّهُ مَمْدُوحٌ (يَحْمِلُهُ) ، أَيْ: يَبْعَثُهُ وَيُكْسِبُهُ (شَنَآنِي) : بِفَتْحَتَيْنِ وَيُسَكَّنُ الثَّانِي، وَحُكِيَ تَرْكُ الْهَمْزِ أَيْ: عَدَاوَتِي (عَلَى أَنْ يَبْهَتَنِي) . أَيْ: يَتَكَلَّمَ عَلَيَّ بِالْبُهْتَانِ وَيَنْسُبَ إِلَيَّ الزُّورَ وَالْعِصْيَانَ (رَوَاهُ أَحْمَدُ) . أَيْ: فِي الْمُسْنَدِ وَعَنْهُ قَالَ: لَيُحِبُّنِي أَقْوَامٌ حَتَّى يَدْخُلُوا النَّارَ فِي حُبِّي، وَيُبْغِضُنِي أَقْوَامٌ حَتَّى يَدْخُلُوا النَّارَ فِي بُغْضِي، رَوَاهُ أَحْمَدُ فِي الْمَنَاقِبِ وَعَنِ السُّدِّيِّ قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ: اللَّهُمَّ الْعَنْ كُلَّ مُبْغِضٍ لَنَا وَكُلَّ مُحِبٍّ لَنَا غَالٍ. أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ فِي الْمَنَاقِبِ.

<<  <  ج: ص:  >  >>