يُنَوَّنُ لِأَنَّهُ لَيْسَ بِمَعْدُولٍ، وَقَالَ ابْنُ الْمَلَكِ: لُكَعُ بِضَمِّ اللَّامِ وَفَتْحِ الْكَافِ؛ الصَّغِيرُ قَدْرًا أَوْ جُثَّةً، وَالثَّانِي هُوَ الْمُرَادُ هُنَا. وَقَالَ غَيْرُهُ يُقَالُ لِلصَّبِيِّ الصَّغِيرِ: لُكَعٌ مَصْرُوفًا ذَهَابًا إِلَى صِغَرِ جُثَّتِهِ، وَيُطْلَبُ عَلَى الْعَبْدِ وَاللَّئِيمِ وَالْأَحْمَقِ لِصِغَرِ قِدْرِهِمْ، وَفِي الْقَامُوسِ: اللُّكَعُ كَصُرَدِ اللَّئِيمِ وَالْعَبْدُ وَالْأَحْمَقُ، وَمَنْ لَا يَتَّجِهُ لِمَنْطِقٍ وَلَا غَيْرِهِ، وَيُقَالُ فِي النِّدَاءِ: يَا لُكَعُ، وَلَا يُصْرَفُ فِي الْمَعْرِفَةِ لِأَنَّهُ مَعْدُولٌ مِنْ لُكَعَ.
وَفِي النِّهَايَةِ: اللُّكَعُ عِنْدَ الْعَرَبِ الْعَبْدُ، ثُمَّ اسْتُعْمِلَ فِي الْحُمْقِ وَالذَّمِّ، وَقِيلَ: يُطْلَقُ عَلَى الصَّغِيرِ، وَمِنْهُ الْحَدِيثُ أَنَّهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - جَاءَ لِطَلَبِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ قَالَ: أَثَمَّ لُكَعُ؟ فَإِنْ أُطْلِقَ عَلَى الْكَبِيرِ أُرِيدَ بِهِ الضَّعِيفُ الْعِلْمِ وَالْعَقْلِ. قَالَ الْقَاضِي: الْمُرَادُ بِهَذَا الِاسْتِصْغَارِ الرَّحْمَةُ وَالشَّفَقَةُ كَالتَّصْغِيرِ فِي يَا حُمَيْرَاءُ (" أَثَمَّ لُكَعُ ") كَرَّرَهُ لِلِاهْتِمَامِ فِي تَحْصِيلِهِ (يَعْنِي حَسَنًا) تَفْسِيرٌ مِنَ الرَّاوِي (فَلَمْ يَلْبَثْ) : بِفَتْحِ الْمُوَحَّدَةِ أَيْ لَمْ يَمْكُثْ مَجِيئُهُ (أَنْ جَاءَ يَسْعَى) ، أَيْ: سَاعِيًا (حَتَّى اعْتَنَقَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا صَاحِبَهُ) أَيْ طَالِبَ صُحْبَتِهِ. قَالَ ابْنُ الْمَلَكِ: فِيهِ جَوَازُ الْمُعَانَقَةِ. وَقَالَ النَّوَوِيُّ: فِيهِ اسْتِحْبَابُ مُلَاطَفَةِ الصَّبِيِّ فِي مُعَانَقَتِهِ وَمُدَاعَبَتِهِ رَحْمَةً وَلُطْفًا وَاسْتِحْبَابُ التَّوَاضُعِ مَعَ الْأَطْفَالِ وَغَيْرِهِمْ. (فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: " «اللَّهُمَّ إِنِّي أُحِبُّهُ فَأَحِبَّهُ، وَأَحِبَّ مَنْ يُحِبُّهُ» ") . اللَّهُمَّ اجْعَلْنَا مِنْ مُحِبِّيهِ وَمَوَالِيهِ وَلَا تَجْعَلْنَا مِنْ مُبْغَضِيهِ وَمُعَادِيهِ، فَإِنَّ مَحْبُوبَ الْمَحْبُوبِ مَحْبُوبٌ، وَفِي قَلْبِ الْمُحِبِّ الْمَغْلُوبِ مَطْلُوبٌ. (مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ) .
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute