للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٦٢٢٤ - وَعَنْ أَبِي أُسَيْدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «- خَيْرُ دُورِ الْأَنْصَارِ بَنُو النَّجَّارِ ثُمَّ بَنُو عَبْدِ الْأَشْهَلِ ثُمَّ بَنُو الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ ثُمَّ بَنُو سَاعِدَةَ وَفَى كُلِّ دُورِ الْأَنْصَارِ خَيْرٌ» . مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.

ــ

٦٢٢٤ - (وَعَنْ أَبِي أُسَيْدٍ) : بِالتَّصْغِيرِ (قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: " خَيْرُ دُورِ الْأَنْصَارِ ") ، أَيْ: أَفْضَلُ قَبَائِلِهِمْ (" بَنُو النَّجَّارِ، ثُمَّ بَنُو عَبْدِ الْأَشْهَلِ، ثُمَّ بَنُو الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ، ثُمَّ بَنُو سَاعِدَةَ، وَفِي كُلِّ دُورِ الْأَنْصَارِ خَيْرٌ ") ، أَيْ: فَضْلٌ بِالنِّسْبَةِ إِلَى غَيْرِهِمْ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ، وَهُوَ تَعْمِيمٌ بَعْدَ تَخْصِيصٍ. قَالَ الْعَسْقَلَانِيُّ: الْخَبَرُ الْأَوَّلُ بِمَعْنَى أَفْضَلَ، وَالثَّانِي بِمَعْنَى الْفَضْلِ يَعْنِي الْخَيْرُ حَاصِلٌ فِي جَمِيعِ الْأَنْصَارِ، وَإِنْ تَفَاوَتَتْ مَرَاتِبُهُمْ. وَقَالَ النَّوَوِيُّ: خَيْرُ دُورِ الْأَنْصَارِ خَيْرُ قَبَائِلِهِمْ، وَكَانَتْ كُلُّ قَبِيلَةٍ تَسْكُنُ مَحَلَّةً فَسَمَّى تِلْكَ الْمَحَلَّةَ دَارَ بَنِي فُلَانٍ، وَلِهَذَا جَاءَ فِي كَثِيرٍ مِنَ الرِّوَايَاتِ بَنُو فُلَانٍ مِنْ غَيْرِ ذِكْرِ الدَّارِ، قَالُوا: تَفْضِيلُهُمْ عَلَى قَدْرِ سَبْقِهِمْ فِي الْإِسْلَامِ وَمَآثِرِهِمْ فِيهِ، وَفِي هَذَا دَلِيلٌ عَلَى جَوَازِ تَفْضِيلِ الْقَبَائِلِ وَالْأَشْخَاصِ مِنْ غَيْرِ مُجَازِفَةٍ وَلَا هَوًى، وَلَا يَكُونُ هَذَا غَيْبَةً. قَالَ الْقَاضِي: إِنْ أَرَادَ بِهَا ظَاهِرَهَا فَقَوْلُهُ: بَنُو النَّجَّارِ عَلَى حَذْفِ الْمُضَافِ وَإِقَامَةِ الْمُضَافِ إِلَيْهِ مَقَامَهُ، وَيَكُونُ خَيْرِيَّتُهَا بِسَبَبِ خَيْرِيَّةِ أَهْلِهَا، وَمَا يُوجَدُ فِيهَا مِنَ الطَّاعَاتِ وَالْعِبَادَاتِ (مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ) . وَرَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ، وَالنَّسَائِيُّ. وَفِي الْجَامِعِ " خَيْرُ دِيَارِ الْأَنْصَارِ بَنُو النَّجَّارِ " رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ عَنْ جَابِرٍ، وَفِي رِوَايَةٍ لِلتِّرْمِذِيِّ عَنْهُ: " خَيْرُ دِيَارِ الْأَنْصَارِ بَنُو عَبْدِ الْأَشْهَلِ ".

<<  <  ج: ص:  >  >>