٥٩٢ - وَعَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي الْعَصْرَ، وَالشَّمْسُ مُرْتَفِعَةٌ حَيَّةٌ، فَيَذْهَبُ الذَّاهِبُ إِلَى الْعَوَالِي، فَيَأْتِيهِمْ وَالشَّمْسُ مُرْتَفِعَةٌ، وَبَعْضُ الْعَوَالِي مِنَ الْمَدِينَةِ عَلَى أَرْبَعَةِ أَمْيَالٍ أَوْ نَحْوِهِ» . مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
ــ
٥٩٢ - (وَعَنْ أَنَسٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي الْعَصْرَ، وَالشَّمْسُ مُرْتَفِعَةٌ حَيَّةٌ، فَيَذْهَبُ) : أَيْ: فَيَتَوَجَّهُ (الذَّاهِبُ) : أَيْ: بَعْدَ الْعَصْرِ (إِلَى الْعَوَالِي) : جَمْعُ عَالِيَةٍ، وَهِيَ أَمَاكِنُ مَعْرُوفَةٌ بِأَعَالِي أَرْضِ الْمَدِينَةِ، قَالَهُ ابْنُ الْمَلَكِ. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: مَوْضِعٌ عَلَى نِصْفِ فَرْسَخٍ مِنَ الْمَدِينَةِ، وَقِيلَ: اسْمُ قُرَى مِنْ قُرَى الْمَدِينَةِ، وَبَيْنَ بَعْضِهَا وَبَيْنَ الْمَدِينَةِ أَرْبَعَةُ أَمْيَالٍ (فَيَأْتِيهِمْ) : أَيْ: يَرْجِعُ إِلَيْهِمْ أَيْ: إِلَى أَهْلِ الْمَدِينَةِ. قَالَهُ ابْنُ الْمَلَكِ: وَالظَّاهِرُ أَنَّ مَعْنَاهُ فَيَصِلُ إِلَى أَهْلِ الْعَوَالِي (وَالشَّمْسُ مُرْتَفِعَةٌ) : أَيْ: لَمْ تَصْفَرَّ (وَبَعْضُ الْعَوَالِي مِنَ الْمَدِينَةِ) : ظَاهِرُ إِيرَادِ الْمُصَنِّفِ يَقْتَضِي أَنَّ هَذَا مِنْ كَلَامِ أَنَسٍ، وَلَيْسَ كَذَلِكَ، بَلْ هُوَ مِنْ كَلَامِ الزُّهْرِيِّ الرَّاوِي عَنْ أَنَسٍ، أَدْرَجَهُ فِي الْحَدِيثِ، بَيَّنَهُ عَبْدُ الرَّزَّاقِ فِي رِوَايَتِهِ حَيْثُ قَالَ: قَالَ الزُّهْرِيُّ: وَالْعَوَالِي فِي الْمَدِينَةِ عَلَى مِيلَيْنِ أَوْ ثَلَاثَةِ أَمْيَالٍ، أَوْ نَحْوِ ذَلِكَ، فَهَذَا اخْتِصَارٌ مُخِلٌّ مُوهِمٌ لِخِلَافِ الْمَقْصُودِ، وَحَقُّ الْعِبَارَةِ أَنْ يَقُولَ: وَعَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَنَسٍ ثُمَّ يَقُولُ: قَالَ الزُّهْرِيُّ: وَبَعْضُ الْعَوَالِي إِلَخْ. كَذَا حَقَّقَهُ مِيرَكُ شَاهْ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى (عَلَى أَرْبَعَةِ أَمْيَالٍ) : أَيْ: مِنْ جِهَةِ الْمَدِينَةِ وَأَمَّا بُعْدُ الْعَوَالِي مِنْ جِهَةِ نَجْدٍ، فَعَلَى ثَمَانِيَةِ أَمْيَالٍ، وَهَذَا مَعْنَى مَا جَاءَ فِي رِوَايَةٍ: أَدْنَاهَا عَلَى أَرْبَعَةِ أَمْيَالٍ، وَأَقْصَاهَا عَلَى ثَمَانِيَةِ أَمْيَالٍ. وَالْمِيلُ: ثُلُثُ فَرْسَخٍ، وَالْفَرْسَخُ اثْنَا عَشَرَ أَلْفَ خُطْوَةً، وَهِيَ ثَلَاثَةُ أَقْدَامٍ. (أَوْ نَحْوِهِ) : أَيْ: نَحْوِ الْمِقْدَارِ الْمَذْكُورِ أَيْ: قَرِيبٌ مِنْ أَرْبَعَةِ أَمْيَالٍ (مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ) : فِيهِ نَظَرٌ لِأَنَّ قَوْلَهُ: وَبَعْضُ الْعَوَالِي إِلَخْ مِنْ أَفْرَادِ الْبُخَارِيِّ وَقَالَهُ مِيرَكُ، وَقَالَ: وَرَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ وَالنَّسَائِيُّ وَابْنُ مَاجَهْ.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute