للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فاجعلوا شعاركم حم لا ينصرون. فإن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يأمر بها ويروى أنه كان شعار أصحاب علي بن أبي طالب صلوات الله عليه.

فلما أصبح المهلب غدا على القتلى، فأصاب ابن الماحوز فيهم.

ففي ذلك يقول رجل من الخوارج:

بسلى وسلبرى مصارع فتية ... كرام وجرحى لم توسد خدودها

وقال آخر:

بسلى وسلبرى مصارع فتية ... كرام وعقرى من كميت ومن ورد١

وقال رجل من موالي المهلب: لقد صرعت بحجر واحد ثلاثة. رميت به رجلاً فأصبت أصل أذنه فصرعته، ثم أخذت الحجر فضربت به آخر على هامته فصرعته، ثم صرعت به ثالثاً.

وقال رجل من الخوارج:

أتانا بأحجار ليقتلنا بها ... وهل تقتل الأبطال ويحك، بالحجر!

وقال رجل من أصحاب المهلب في يوم سلى وسلبرى وقتل ابن الماحوز:

ويوم سلى وسلبرى أحاط بهم ... منا صواعق ما تبقي ولا تذرد

حتى تركنا عبيد الله منجدلاً ... كما تجدل جذع مال منقعر

قال أبو العباس: تقول العرب: صاعقة وصواعق. وهو مذهب أهل الحجاز، وبه نزل القرآن، وبنو تميم يقولون: صاقعة وصواقع.

والمنقعر: المنقلع من أصله. قال الله أصدق القائلين: {كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ مُنْقَعِر} ٢.


١ نسبه ابن بري إلى أبي المقدام بيهس بن صهيب بن عامر الجرمي, وهو فارس شاعر كان مع المهلب في هذه الحرب, وله مواقف مشهورة وبلاء حسن. وعقري: جمع عقير, بمعنى معقور, من عقر الفرس, إذا قطع قوائمه. "رغبة الأمل".
٢ سورة القمر ٢٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>