وأهميتها للعبد في قبول عمله وصلاح أمره، وأهمية ما أودع الله في القلب من عبادات يقوم بها، وأهمية ذلك للجسد؛ هذا الأمر هو المقدمة الكبرى ومعْتَمد ذلك الحديث المتفق عليه من حديث النُّعْمَانَ بْنَ بَشِيرٍ -رضي الله عنه-، قال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ:«أَلَا وَإِنَّ أَلَا وَإِنَّ فِي الجَسَدِ مُضْغَةً: إِذَا صَلحتْ صَلحَ الجَسَدُ كُلُّهُ، وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الجَسَدُ كُلُّهُ، أَلَا وَهِيَ القَلْبُ».
ومنه تنطلق عملية الاستنباط للوقوف على حقائق مذهلة قوامها الأحاديث، وهي المقدمة الصغرى، ومنها:
• الدور الأساسي للقلب، وهو أنه المتحكم بالجسد كله بما فيه العقل، لا العكس.
• أودعت العبادة القلبية في القلب؛ وبيان الترابط بين الدور الأساسي للعبادة القلبية وهيمنتها على الإنسان وعباداته، حتى إن قبول العمل معتمد على سلامة العبادة القلبية؛ كمثل أهمية القلب للجسد، وأن صلاح الجسد بصلاح القلب.
• إثبات أن ذلك حقيقة، ولا ينبغي حمله على المجاز.
• إثبات أن القلب هو المسؤول عن كثير من الوظائف المتحكمة في حياة الإنسان في دنياه وآخرته؛ كالإرادة والشعور.
• المسؤول عن كل ما سبق ذكره جزء من القلب -لا القلب كله- بقدر المضغة.
• علاقة العبادة القلبية بالأمانة، وعلاقة ذلك بالفطرة، وغير ذلك من الأمور التي أثبتت في البحث؛ ليقف البحث على النتيجة التي توصل لها البحث والهدف منه؛ وهي الحث على الاهتمام بالقلب والعبادة القلبية بكل الوسائل المشروعة، وهي ثمرة البحث.