حظي الوقت بنصيب وافر من عناية الشارع الحكيم -سبحانه وتعالى-، وأرشدت النصوص القرآنية والنبوية إلى العناية به، والتدبر في دلالاته، فقد أقسم الله بالوقت في أكثر من موضع فقال سبحانه {وَالْعَصْرِ}[العصر: ١].
بل إنه -سبحانه وتعالى- جعل العباداتِ مربوطةً بالوقت، الذي يجب أن تؤدَّى فيه، كي نتدبر فيه، وتمريناً لنا على أنه ينبغي النظر في الأوقات، فقال تعالى عن الصلاة {إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا}[النساء: ١٠٣].
وعند الحديث عن الوقت فإنه ينظر إليه من وجهين، وجَّهتنا النصوص الشرعية إلىهما، وهما:
(١) الساعة الكونية: أي الوقت من حولنا، حيث يسير الكون بمقاييس، وأشكال متعددة، وثابتة، لا تتغير؛ للتدبر في تأثيرها على ضبط وقت اليوم، والشهر، والسنة، بناء على حركة الشمس، والأرض، والقمر، ثم تعاقب فصول السنة، من صيف، وشتاء، وما بينهما.
(٢) الساعة البيلوجية: التي بداخل أجسامنا، بل داخل كل كائن حي؛ من إنسان، وحيوان، ونبات، هذه الساعة تعمل دون انقطاع، مركزها في الإنسان، والحيوان داخل الدماغ، في غدة، تحت المهاد وهو قلب هذه الساعة، أما عقاربها فهي موجودة في كل جزء من الجسم، بل في كل خلية.