إلا أن هذه المهارات والمناهج ما زالت محط جدل في الأوساط العلمية. إذ التأصيل فيها مُخْتَلفٌ فيه بين أهل العلم والتخصصات العلمية، إذ كل علم تتبع أبحاثه منهجية معينة، وتختلف عن أبحاث العلم الآخر. فالأبحاث التجريبية يقوم البحث فيها على التجربة ولا ترى فيها الحاجة إلى الوصف الذي يعتمد عليه البحث النظري وهكذا.
إن الأبحاث في منهجية البحث العلمي ما زالت في حاجة لمزيد من البحث؛ لوضع تأصيل يسير عليه طلبة العلم في أبحاثهم. وفي هذا الباب فإني أحاول بخبرتي المتواضعة في البحث العلمي والمسيرة التعليمية في تدريس الحديث وعلومه؛ أن ألقي الضوء على هذه المناهج بوجه عام مع التركيز وضرب المثال في أبحاث السنة وأبحاث الحديث الموضوعي. مع العلم أن أبحاث الحديث الموضوعي شاملة لكل العلوم، وتختلف طريقة البحث فيها باختلاف العلم المراد البحث فيه، لذا فإن البحث الموضوعي يأخذ طرقًا وأشكالًا وأساليبَ متعدّدةً في القالب النهائي له، باختلاف طبيعة البحث، وإن كانت تتفق في بعضها كما سيأتي لاحقا.
• أنواع مناهج البحث العلمي:
يمكن القول إن هناك توجهين أساسَيْن للبحث هما: البحوث الكمية، والبحوث النوعية، والأبحاث عادة تتوجه إلى أن تكون إما كمية في معظمها، أو نوعية في معظمها، وربما جمعت بين النوعين، حيث ظهر في العقد الأخير نوع من البحوث يجمع بين النوعين، وأصبح يطلق عليه البحوث المختلطة، حيث تُستخدَم في بحث واحد أساليبُ البحث الكمي والبحث النوعي.
ومما تجدر الإشارة إليه أن بعض الباحثين المبتدئين يقعون في حيرة في فهم مناهج البحث، وذلك يؤدي إلى إضعاف البحث؛ نتيجة ضعف الوعي في استخدام