للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ويُفهم من الحديث أن الدعاء بصلاح القلب وتزكية النفس مطلوب في كل وقت حتى الممات؛ كي لا يضعف الإيمان، ولضمان قوة الإيمان في القلب.

(٣) طلب العلم الشرعي، والجد في طلب كل ما يحقق الإيمان؛ إذ إن العمل لا يُقبل ولا ينال العبد الأجر عليه إلا إذا كان موافقًا لما شرعه الله في كتابه، أو بسنة نبَيَّنَهُ -صلى الله عليه وسلم-، ففي الصحيحين من حديث عائشة -رضي الله عنها- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «مَنْ عَمِلَ عَمَلًا لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ» (١)؛ أي: مردود غير مقبول، وكذلك الحديث الذي رواه أبو داود والترمذي في سننهما من حديث العرباض بن سارية -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «عَلَيْكُم بِسُنَّتِي، وَسُنَّةِ الخُلَفَاءِ المَهْدِيِّينَ الرَّاشِدِينَ، تَمَسَّكُوا بِهَا، وَعَضُّوا عَلَيهَا بِالنَّوَاجِذِ» (٢).

وقال أهل العلم: إن العلم قبل القول والعمل. قال البخاري -رحمه الله- تعالى: (باب: العلم قبلَ القولِ والعملِ؛ والدليل قوله تعالى: {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ} [محمد: ١٩]، فبدأ بالعلم [قبل القول والعمل]) إذ لا عبرة بالقول والعمل إذا كان خطأ. وينشأ الخطأ إذا أخذ العلم من غير مصدره. والعلم المقصود هنا هو: معرفة الله، ومعرفة نبيه، ومعرفة دين الإسلام بالأدلة من الكتاب والسنة، ثم ما يتوجب عليه من العبادات المختلفة.

إن طلب العلم الشرعي لا يتأتى لطالبه إلا بالإخلاص فيه لله، بأن ينوي الإنسان في طلب العلم وجه الله، لا لعرض من الدنيا، فقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «من تعلم علمًا يبتغي به وجه الله -عز وجل- لا يتعلمه إلا ليصيب به عرضًا من الدنيا؛ لم يجد


(١) صحيح البخاري (٢٦٩٧)، وصحيح مسلم (١٧١٨).
(٢) سنن أبي داود (٤٦٠٧)، والترمذي برقم (٢٦٧٦)، وقال حديث حسن صحيح. والحديث صححه الألباني.

<<  <   >  >>