العلاقة بين العبد وربه، وبين العباد أنفسهم، وهو من أعظم الأعمال التي تجعل القلب مستقرًّا مطمئنًّا لأنها سبب في محبة الله ومحبة الناس، انظر للحديث العظيم الذي يصف هذا العمل وفضله بعبارات تلامس القلب، فيها بيان أثر هذا العمل على المحسن والمحسن إليه، وفضله عند الله، وسوء نقيضة من سوء الخلق.
قال -صلى الله عليه وسلم-: «أحب الناس إلى الله تعالى أنفعهم للناس، وأحب الأعمال إلى الله -عز وجل- سرور يدخله على مسلم، أو يكشف عنه كربة، أو يقضي عنه دينًا، أو تطرد عنه جوعًا. ولأن أمشي مع أخ في حاجة أحب إلي من أن أعتكف في هذا المسجد، (يعني مسجد المدينة) شهرًا، ومن كف غضبه ستر الله عورته، ومن كظم غيظه ولو شاء أن يمضيه أمضاه ملأ الله قلبه رجاء يوم القيامة، ومن مشى مع أخيه في حاجة حتى تتهيأ له أثبت الله قدمه يوم تزول الأقدام، وإن سوء الخلق يفسد العمل كما يفسد الخل العسل» (١).
• مفسدات العبادة القلبية:
مفسدات القلوب: وهي أيضًا كثيرة، ولو أنك عكست الأشياء السابقة؛ لظهر لك من هذا المعنى شيء كثير، ومن أعظم ما يفسد القلب:
[(١) الجهل بالعلم الشرعي]
الجهل بالشرع سبب في الوقوع في الشبهات والشك. إن الشك هو السبب الرئيس في فساد العبادة القلبية، كما أن الجهل عند الناس على درجات؛ يمكن ذكرها فيما يلي:
(١) "قضاء الحوائج" لابن أبي الدنيا (ص ٨٠ رقم ٣٦)، وأبو إسحاق المزكي في "الفوائد المنتخبة" (١/ ١٤٧/ ٢) ببعضه، وابن عساكر (١١/ ٤٤٤/ ١)، وحسنه الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة (٢/ ٥٧٤ رقم ٩٠٦). ورواه الطبراني في الكبير (١٢/ ٤٥٣ رقم ١٣٦٤٦) بإسناد ضعيف.