• والعبادات القلبية يستمر بعضها في أحوال تنقطع فيها عبادات الجوارح أو تقل:
فمثلًا: إذا مات الإنسان انقطع عمله الذي يباشره بنفسه هو، ويبقى ما ورّثه من الولد الصالح … إلخ. أما الأعمال القلبية كالتوحيد؛ يسأله الملكان فيجيب، فيسألانه عن الإيمان، فإن كان قلبه متعلق بمولاه في الدنيا أجاب فكان من أهل الجنة.
كما أن أهل الجنة يحبون الله، ويعظمونه، ويجلونه، ويقدسونه، وهذا عمل قلبي، ولكنهم لا يصلون في الجنة، ولا يصومون في الجنة؛ فليست الجنة محلًا لهذه التكاليف، أما الأمور القلبية فهي تستمر، أو يستمر كثير منها، أما التسبيح والتحميد فإن أهل الجنة يلهمونه إلهامًا كما يلهمون النفس فلا يرد على هذا (١).
والعبادات القلبية هي الأصل وأعمال الجوارح فرع عنها: ومعلوم من أصول أهل السنة والجماعة: أن الإيمان قول وعمل؛ قول القلب واللسان، وعمل القلب والجوارح، فالقلب يصدق، واللسان يشهد.
أثر العبادات القلبية على أمة عم فيها طمأنينة القلوب فهي أمة تجتمع فيها الكلمة التي تنتج قوة المسلمين؛ لأنهم يدينون بدين واحد وعقيدة واحدة فيها الأمن والطمأنينة والصفاء الذهني، ومن ثم لا محالة تكون لها السيادة والاستخلاف في الأرض، والسمو والرفعة.