للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى (٤٠) فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى} [النَّازِعَات: ٤٠ - ٤١] (١).

• الأعمال التي ينبغي على المسلم عملها ليتسنى له الدخول في الأعمال القلبية إلى أن يصل إلى حلاوة الإيمان والتي بها صلاح القلوب:

الآن وبعد أن عرفت أيها المسلم أهمية العبادة القلبية وعلاقتها بحياة الإنسان؛ فمن المناسب الإشارة إلى نبذة من أسباب صلاح القلب؛ لتكون نبراسًا لنا لإصلاح قلوبنا وتعاهدها بالعناية، وغذاء لأرواحنا للسير في الطريق المستقيم الذي سطره لنا ربنا -سبحانه وتعالى-؛ للوصول إلى حلاوة الإيمان، والنفس المطمئنة، الراضية المرضي عنها في الدنيا، والفائزة بجنات عدن في الآخرة.

وقبل ذكر شيء منها لا بد من الإشارة إلى أمور واجبة للوصول للأعمال المعينة على العبادة القلبية؛ ومنها:

[(١) علو الهمة وصدق العزيمة على تزكية النفس وإصلاح القلب، بفعل كل الأسباب المعينة على ذلك.]

ومِن صدْق العزيمة وعلو الهمة لإصلاح القلب توطين النفس على الخروج عن العوائد الصادة عن سبيل الهدي، فإذا كان الإنسان قد اعتاد في يومه وليلته على أعمال ومخالطات وقضاء أوقات فيما لا ينفع، أو فيما يصد عما هو أنفع، حتى وإن كان ألفها. وحتمًا أن هذا الأمر من أشق الأمور على النفس، ويحتاج إلى بذل الجهد، يقول ابن القيم بعد أن ذكر أسباب الفلاح: (لا يغتر العبد بأن مجرد علمه بما ذكر كاف في حصول المقصود؛ بل لا بد أن يضيف إليه بذل الجهد في العمل، واستفراغ الوسع والطاقة في ذلك، وملاك ذلك الخروج عن العوائد؛ فإنها أعداء الكمال والفلاح،


(١) الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي (الداء والدواء) (ص ١٩٧).

<<  <   >  >>