(٣) المنهج الاستقرائي: الاستقراء كان واضحًا ومجديًا في البحث عن الأعمال التي يصح بها الإيمان، وتصح بها العبادة؛ فكان البحث في الأعمال التي ينبغي على المسلم عملها ليتسنى له الدخول في الأعمال القلبية، إلى أن يصل إلى حلاوة الإيمان، والتي بها صلاح القلوب. فالأعمال التي تعين على إصلاح القلب ووردت في السنة كثيرة؛ منها ما هو مباشر، ومنها ما هو غير مباشر. فالمباشر هو الاستقراء اليقيني، وقد دلت عليه النصوص من القرآن والسنة، وأثبتتها كتب الفقه، ويؤيده العقل، ولا يمكن صلاح القلب إلا به، وهي كما جاء في البحث:
• علو الهمة وصدق العزيمة على تزكية النفس وإصلاح القلب. والقصد هو الشعور بأهمية هذه العبادة، وهي لب الإيمان وأصله.
• الدعاء، وذلك ثابت بالنص من القرآن والسنة.
• طلب العلم الشرعي، وذلك أنه شرط لقبول العمل مع الإخلاص، ويحصل به كمال الاقتداء.
فهذه الأمور الثلاثة من الاستقراء اليقيني التي لا يمكن صلاح القلب إلا بها مجتمعة.
أما الأمور الأخرى التي جاءت تحت عنوان:"مما يصلح القلب" فلا يشترط أن تكون مجتمعة؛ بل بما يفتح الله للعبد منها، فهي من الاستقراء الظني.
لقد تم عمل تمييز الأعمال وتقسيمها بعد تطبيق خطوات المنهج، وهي الملاحظة القائمة على القراءة المستفيضة للأحاديث والكتب التي موضوعها إصلاح القلوب؛ للخروج بالأعمال المفترض أنها تصلح القلب بطريق مباشر أو غير مباشر، وهي الخطوة الثانية من المنهج الاستقرائي، ثم عمل عرض عن كل عمل تم استقراؤه، ومحاولة دراسته من خلال النص النبوي والدراسات حول الحديث قديمًا وحديثًا؛