للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[الأسلوب والصياغة البحثية في الحديث الموضوعي]

تعد صياغة البحث من أهم المراحل في البحث؛ لأن الباحث قد يضطر إلى أن يخاطب في بحثه غير المتخصص في العلوم الشرعية، بل إن بعض الأبحاث تخاطب عامة الناس، وبعضها لغير المسلمين، فهي أبحاث متخصصة في السنة، إلا أنها موجهة للمتخصص، وغير المتخصص.

لأجل ذلك فعلى الباحث مراعاة الفئة الموجه لها البحث من حيث الأسلوب، فالبحث الطبي الموجه للأطباء للوقوف على سبق طبي، يختلف تمامًا في الطرح عن البحث التربوي الموجه للآباء والأمهات، غير البحث الذي يُقَدّم منتجًا اقتصاديًّا للاقتصاديين، من حيث الاختصار، وسهولة العبارة، ووضوحها، وخصائصها، فلكل مجال خطابه ولغته التي يفهمها، والكتابة أداة اتصال لغوية ترتبط ارتباطًا وثيقًا بنقل الفكرة، وعرضها من الكاتب إلى القارئ، كما أنها تساعد القارئ على فهم فكرة الكاتب والباحث.

والباحث في الحديث الموضوعي يحمل في بحثه أمانة تبليغ السنة للناس كافة، فعليه مراعاة عرض الموضوع بطريقة التبليغ النشط، بكل ما تحمله الكلمة من معنى.

من المفترض في أسلوب الكتابة في البحث الموضوعي أن يجمع الباحث فيه بين الكتابة الإقناعية الحجاجية والأسلوب الإبداعي، وعلى الباحث أن يبتعد عن عرض الغريب في الطرح، الذي يكون فيه من الغموض ما لا يفهمه القارئ؛ فالغرض الإبداع في الطرح والإقناع، لا جمال اللغة، لكن لا يغيب عن الذهن أن جمال اللغة إذا استعين به في سياقه الصحيح، وبضوابطه السليمة؛ فإنه يصبح أداة إبداع وإقناع بذاته.

<<  <   >  >>