للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[تمهيد]

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين.

أما بعد: فإن أصدق الكلام كلام الله، وخير الهدي هدي محمد -صلى الله عليه وسلم-، فهذان النوران بها اهتدى أول هذه الأمة، وهما سبيل نجاتها في كل زمان ومكان، فمن تمسك بهما رشد، ومن ضل عنهما غوى، وما نرى اليوم في واقع حياة أمتنا من بؤس، وذلة وتبعية، ما هو إلا لبعدها عن هذين النورين. ولا خلاص لها من هذا الواقع إلا بما صلح به أولها، {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} [الحشر: ٧]، فصلاحها بالعودة إلى هذا المعين الصافي.

وفي هذه البحث نتناول أمرًا مهمًّا يهيمن على حياة كل مسلم، وهو السبيل النجاة لكل أمر، وفيه صلاح لأمور الدنيا والآخرة، وهذا الأمر لا بد فيه من الرجوع إلى النصوص الشرعية لتأصيل قواعده، ثم السير على ما أمرتنا الشريعة به لنحيا حياة طيبة، ملؤها السكينة والطمأنينة؛ إنه العبادة القلبية، أصلها، وجذرها، ومنبتها، ثم أثرها على العبادات المختلفة، وعلى النفس والسلوك، وما الأمراض والأخطاء التي تتسبب في إعاقة هذه العبادة؟

<<  <   >  >>