إلا بجمع الأحاديث المتعلقة بموضوع واحد من هذه الأنواع، فأحاديث الربا مثلًا: متفاوتة فيما تحمله من أحكام، فبعضها ينص على نوع منها ويقتصر على هذا النوع، وبعضها تذكر شيئًا آخر يبين حكمًا يتعلق بنقض هذا البيع من زاوية أخرى؛ كالبيوع المتعلقة بالنقد أو المتماثلة في النوع وهكذا … وكل ذلك تبينه الدراسة الموضوعية.
ما سبق ذكره بعضٌ من الفوائد لدارسي السنة، وللمسلمين عامة من توضيح ما قد يخفى من الدراسات حول الحديث.
• المحور الثاني: أن هذا النوع من الدراسات يتَّفِق مع روح العصر الحاضر الذي تتجدَّد فيه حاجات المجتمعات، وتَبرُز فيه أفكار ونظريات جديدة مع التقدم العلمي والتقني، حيث تُعطي هذه الدراسات رؤىً وحلولًا شرعية صحيحة، وتُخْرِج للناس أحكامًا عامة تُغنيهم عن اللجوء إلى القوانين الوضعيَّة، فينشأ عن ذلك علوم في غاية الأهمية في العلم الشرعي والعلوم الأخرى، ويمكن توضيح ذلك كما يلي:
• تأصيل العلوم الشرعية الجديدة التي نشأت حديثًا؛ لتلبية حاجات المسلمين العلميَّة في شتى مجالات المعرفة الإنسانية، والإعلام الإسلامي، والاقتِصاد الإسلامي، والطب النفسي، والطب النبوي، والتربية، وغيرها، ومن المهم بيان رأي الشرع فيها.
• أن ذلك يُعين على الفَهْم الصحيح للسُّنّة للقضاة والمفتين، ويكون ذلك واضحًا في النوازل والعلوم المستجدة التي يحتاج لها الناس، ويريدون معرفة رأي الشرع فيها.
• كما أن هذه الدراسات تُقدِّم الفوائد الجليلة لكلٍّ من الدعاة والباحثين، ولأفراد المجتمع المسلم كله، من إحاطة تامة بيسر وسهولة لكل ما يتعلَّق بموضوع الدراسة في مكان واحد.