للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[التمهيد]

خطوات النجاح من خلال حديث «لا تزول قدما امرئ حتى يسأل عن أربع … ».

إن المؤمنين المتبعين لشرع الله، الراجين لرحمة الله -عز وجل-؛ تكمن سعادتهم في الدنيا والآخرة، وهو ما ورد في جزاء الحسنات؛ تقيداً بأوامر الشرع، وعقاب السيئات؛ جزاءً لمخالفة أوامره.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-: "إن الله حمد أفعالاً هي الحسنات، ووعد عليها -أي الوعد في الآخرة- وذم أفعالاً هي السيئات وأوعد عليها- أي الوعيد في الآخرة - وقيَّد الأمور بالقدرة والاستطاعة والوسع والطاقة، فقال تعالى: {فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ} [التغابن: ١٦]، وقال تعالى: {لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ} [البقرة: ٢٨٦] " (١).

وقال: " فعل الحسنات له آثار محمودة في النفس وفي الخارج، وكذلك السيئات، والله تعالى جعل الحسنات سبباً لهذا، والسيئات سبباً لهذا، كما جعل السم سبباً للمرض والموت. وأسباب الشر لها أسباب تُدفع بمقتضاها، فالتوبة والأعمال الصالحة يمحى بها السيئات، والمصائب في الدنيا تكفر بها السيئات" (٢).

وقال ابن عباس -رضي الله عنهما-: "إن للحسنة: ضياءً في الوجه، ونورًا في القلب، وقوة في


(١) ابن تيمية، مجموع الفتاوى، نشر مجمع الملك فهد بالمدينة، ١٤١٦ هـ، أصول الفقه، ٢٠/ ٤٨.
(٢) ابن تيمية، منهاج السنة النبوية، تحقيق محمد رشاد سالم، الطبعة الثالثة ١٤٠٦ هـ، ٣/ ٢٨. وانظر: السلمان، عبدالعزيز، مفتاح الأفكار للتأهب لدار القرار، ٢/ ٣٦١.

<<  <   >  >>