القيم: لقاح وإنما يحتاج إليها لشحذ النفس، وتجديد العزيمة، ودفع السآمة، والتقاط أطايب الكلام، وأما الإكثار من ذلك؛ فإنه يضر ولا ينفع، فكل شيء من هذه الأشياء إذا أكثرت منه ضرك إلا العبادة، فكلما أكثرت منها؛ زاد ذلك صلاحًا في القلب.
يقول الفضيل بن عياض -رحمه الله-: "خصلتان تقسيان القلب: كثرة الكلام وكثرة الأكل". ويقول أبو سليمان الداراني:"لكل شيء صدأ، وصدأ القلب الشبع".
(٤) المعاصي تفسد القلب، وفعل ما حرم الله -عز وجل- من نظر، أو سماع، أو أكل، أو بأي لون؛ كآفات اللسان من اللغو في المجالس والغيبة والنميمة؛ كل ذلك يفسد القلب.
(٥) الحسد والبغض والشحناء كلها داء قلبي، وعلة من علل القلوب تفسد القلب، وتذْهِب صفاءه، فالإنسان الحسود يتمنى أن تزول النعمة عن إخوانه، ولا يحب لإخوانه ما يحب لنفسه، وهذا يدل على اختلال في العمل القلبي الواجب من محبة الخير للمسلمين كما يحب لنفسه، وهي عبادة قلبية، كما أن الحسد يذهب الحسنات.
(٦) الإكثار من الذهاب إلى أماكن اللهو، كأن يكون الإنسان من أول نهاره إلى آخره في أماكن اللهو، فإن ذلك يؤثر على قلبه.
• أثر العبادة القلبية على العبادات الأخرى وعلى النفس والروح
من المعلوم أن المسلم إذا تعاهد نفسه وقلبه بما سبق ذكره؛ كان أثره واضحًا على قلبه وقوله وجوارحه، بل جميع الأعمال التي محلها القلب، وترتبط به، وأعظمها الإيمان بالله -عز وجل-، الذي يكون في القلب محله، ويكون بالتصديق التام بوجود الله ووحدانيته سبحانه، وبحقيقة اليوم الآخر، وبالجنة والنار، والإقرار