للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أما السند ففي حديث ابن مسعود: الحُسَيْنِ بْنِ قَيْسٍ وهو الرحبي أبوعبدالله الواسطي، قال عنه الترمذي بعد أن ساق الحديث من طريقه يضعف من قبل حفظه، وقال الحافظ ابن حجر في التقريب متروك (١).

وبالجمع بين الطريقين يتضح أن الحديث أشار إلى أربعة أمور مهمة، وأنها من الخطورة بحيث جعلها الله سبحانه جسر الوصول إلى الجنة.

ومن المعلوم أن الشارع شدد على هذه الأمور لأنه لا يمكن الوصول للحياة في الدنيا بسعادة تامة، والبعد عن الأخطار إلا بمراعاة هذه الأمور، وعلى هذا فيجب العلم بها، ومراعاة أوامر الشرع في كل جانب منها.

إن هذا الحديث يجعلك تحدد ما يتوجب عليك العناية به، وترتيب حياتك، من خلال هذه الأربعة أمور، وهي: العمر، أي الوقت، والعلم، ومن خلاله مطلوب منك تطوير الذات وتنمية العقل، وتعلم كل ما يحقق الإيمان، ويسهل أمور الحياة، والمال، وطرق اكتسابه وصرفه وفق ما أمر به الدين، وأخيراً الجسم، وطرق العناية به.

هذه الأمور الأربعة لا يجوز ولا يمكن فصل بعضها عن بعض، فكل منها مرتبط بالآخر، ولا يكون إلا به؛ لذا حدد الشارع أنه لا ينتهي الحساب إلا بالسؤال عنها جميعاً، لا عن أحدها وترك الآخر.

وفي هذه العجالة حديث عنها جميعاً، وعن مدى ارتباط بعضها ببعض، وأهمية كل منها مع الآخر، وأثرها في عملية تطوير الذات، وتحقيق النجاح.


(١) ابن حجر، تقريب التهذيب، ص ١٦٢ ت ١٣٤٢.

<<  <   >  >>