عمل هذه الساعة: تنظيم أجهزة الجسم الحيوية، فهي التي تنظم النوم واليقظة، والأيض، وإفراز الهرمونات، وإعادة بناء الخلايا، وتوجيه النشاط الموجي للدماغ، أي أنها هي المسئولة عن حيوية الإنسان، وفعاليته، بل إنها تتحكم في أمور عدة، كالنشاط العقلي، والنفسي، والحيوي.
إن إهمال هذه الساعة ومخالفتها تجعل الكائن الحي ممزقاً بين عقاربها البيلوجية، في داخل أجسامنا، إضافة إلى ارتباطها بالكون، ويظهر هذا واضحاً عند التنقل من قارة، إلى قارة بعيدة، فتجد أن حركة النهار في جسمك ترفض هذا التغيّر.
إن هذه الساعة مؤثرة في ما يحدث في أجسامنا من عمليات حيوية، كإفراز الهرمونات، التي تحفز على النمو - يؤخذ في الاعتبار تأثيرها على نمو الأطفال والمراهقين - وتؤثر في عمليات بناء الخلايا وهدمها، ونشاط الدماغ وحيويته، وغيرها كثير مما توصل العلم الحديث أو لم يصل إليه، وهي في الحقيقة عمليات موقوتة مرتبطة بتعاقب الليل والنهار.
لذا جاءت النصوص بمراقبة هذه الساعة، وأخذها بالاعتبار، بل الأمر والترغيب في مراعاة ذلك، قال تعالى: {وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاسًا (١٠) وَجَعَلْنَا النَّهَارَ مَعَاشًا} [النبأ: ١٠ - ١١]، وقوله تعالى:{إِنَّ لَكَ فِي النَّهَارِ سَبْحًا طَوِيلًا}[المزمل: ٧]، وقوله تعالى {اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ}[غافر: ٦١].
في ضوء ما سبق من أدلةٍ نصل إلى أنه لابد من النظر للوقت من عدة زوايا، منها:
(١) إن مخالفة الساعة الكونية وارتباطها بالساعة البيلوجية الموجودة داخل أجسامنا له ضرر واضح علينا، وهذا ما يعاني منه الإنسان في الوقت الحاضر، من أمراض نفسية، وخلل في الهرمونات، بشكل واضح، عند الصغار والكبار، على حد