سواء، وأمراض عصبية كثيرة يشتكي منها النساء والرجال، بل حتى الأطفال والكبار، كالصداع، والقولون العصبي، وآلام العضلات، وقد يمتد إلى المفاصل، ثم ما يلبث أن ينتهي إلى الأمراض الشائعة، كالخلل في ضغط الدم بين ارتفاع وانخفاض، ومرض السكر، وغير ذلك.
وربما كان سببه راجعاً إلى عدة ظروف معيشية، لكن يظل من أهمها - والله أعلم - عدم تفعيل الساعة البيلوجية، أي السهر ليلاً.
(٢) يشتكي كثير من الناس من ضيق الوقت وعدم بركته، ومنشؤه - والله أعلم - من العمل في وقت يكون العقل والجسم غير مستعد لذلك، كأن يبدأ الطالب بالاستذكار في الساعة التاسعة ليلاً، مع أن العقل والجسم غير مهيأ تماماً لذلك، بل هو وقت راحته واسترخائه المفترض، وهذا أمر مهم لابد من أخذه بالحسبان.
كما أن هذا واضح من سيرة النبي صلى الله عليه والسلف الصالح من بعده، ومن ذلك الحديث الذي رواه أحمد في المسند وأبو داود والترمذي والنسائي وصححه الألباني لتعدد طرقه، من حديث صَخْرٍ الْغَامِدِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:«اللَّهُمَّ بَارِكْ لأُمَّتِي فِي بُكُورِهَا، وَكَانَ صَلَّى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا بَعَثَ سَرِيَّةً أَوْ جَيْشًا بَعَثَهُمْ مِنْ أَوَّلِ النَّهَارِ» وَكَانَ صَخْرٌ رَجُلا تَاجِرًا، وَكَانَ يَبْعَثُ تِجَارَتَهُ مِنْ أَوَّلِ النَّهَارِ، فَأَثْرَى وَكَثُرَ مَالُهُ. قَالَ أَبُو دَاوُدَ: هُوَ صَخْرُ بْنُ وَدَاعَةَ " (١).
(٣) يشتكي كثير من الناس عدم قدرته على مزاولة التمارين الرياضية، وأنها ثقيلة على أجسامهم، أو أنهم يزاولونها لكنهم لا يستفيدون منها في الشفاء من الأمراض كالكلوسترول، أو في تخفيف الوزن، وربما كان السبب هو مزاولتها والجسم غير
(١) أبو داود، سنن أبي داود، ٣/ ٣٥ ح ٢٦٠٦، و:، الترمذي، سنن الترمذي، ٢/ ٥٠٩ ح ١٢١٢، و: النسائي، السنن الكبرى ٨/ ١٢٠ ح ٨٧٨٢، و: ابن ماجة، سنن ابن ماجة، ٢/ ٧٥٢ ح ٢٢٣٦، و: الدارمي، سنن الدارمي، ٢/ ١٥٨١ ح ٢٤٧٩.